responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 518
نملكهم؟ ها هم هؤلاء قد ثارت معهم عبدانكم، وثاب إليهم أعرابكم، وهم خلالكم يسومونكم ما شاؤوا، فهل ترون موضعًا لقدرة على شيء مما تريدون؟.
قالوا: لا، قال: فلا والله لا أرى إلا رأيًا ترونه إن شاء الله، إن هذا الأمر أمر جاهلية، إن لهؤلاء القوم مادة، وذلك أن الشيطان لم يشرّع شريعة قط فيبرح الأرض من أخذ بها أبدًا. إن الناس من هذا الأمر إن حُرِّك على أمور: فرقة ترى ما ترون، وفرقة ترى ما لا ترون، وفرقة لا ترى هذا ولا هذا حتى يهدأ الناس وتقع القلوب مواقعها، وتؤخذ الحقوق فاهدؤوا عني وانظروا ماذا يأتيكم ثم عودوا [1]. ولكن هذه السياسة الحكيمة، لم يتفهم بها بعضهم فالناس في حال غضبهم، وسيرهم وراء عواطفهم لا يدركون الأمور إدراكًا واقعيًّا يمكنهم من التقدير الصحيح، فتنعكس في تقديرهم الأوضاع ويظنون المستحيل ممكنًا، ولذلك قالوا: نقضي الذي علينا ولا نؤخره (2)، وهم يعنون الطلب لإقامة الحدود على قتلة عثمان [3]، وأخبر علي بمقالتهم، فرغب أن يريهم أنه لا يستطيع وإياهم أن يفعلوا شيئًا في مثل تلك الظروف فنادى: برئت الذمة من عبد لم يرجع إلى مواليه، فتذامرت السبئية والأعراب وقالوا: لنا غدًا مثلها ولا نستطيع أن نحتجّ فيهم بشيء [4].
وكأن رواد الفتنة من السبئية تبادر إلى أذهانهم، أن الخليفة يريد أن يجرّدهم من أعوانهم الذين يشدّون أزرهم ويقضون إلى جوارهم، فعصوا ذلك الأمر وحرّضوا الأعراب على البقاء فأطاعوهم وبقوا في أماكنهم، ففي اليوم الثالث بعد البيعة خرج عليّ وقال لهم: أخرجوا عنكم الأعراب، وقال: يا معشر الأعراب الحقوا بمياهكم: فأبت السبئية وأطاعهم الأعراب، ثم دخل بيته ودخل عليه طلحة والزبير في عدة من أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال: دونكم ثأركم، فقالوا: عضوا عن ذلك [5]، فقال لهم علي: هم والله بعد اليوم أعشى وآبى، ثم أنشد يقول:

(1، 2) "تاريخ الطبري" (5/ 460).
(3) "الدور السياسي" ص (378).
(4) "تاريخ الطبري" (5/ 460).
[5] عشوا: عشًا: ساء بصره، وهنا لم يروا.
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 518
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست