نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 519
لَوْ أَنَّ قَوْمِي طَاوَعَتْنِي سرَاتُهمْ ... أَمَرْئهُمْ أَمْرًا يُدِيخ الأَعَادِيَا (1)
حتى هذه اللحظة فإن عليًّا وطلحة والزبير والصحابة جميعًا رضي الله عنهم، كانوا يبدون متفقين تمامًا على ضرورة إقامة الحدود على من فرقوا أمر الجماعة وخالفوا وقتلوا الخليفة، دفعًا لضررهم على الدين كله، وكانوا متعاونين في ذلك، وكان الأمر يبدو منطقيًّا تمامًا من علي واتفق معه الصحابة في ذلك، ولكن كيف يصنعون لهؤلاء الغوغاء الذين تحكموا في الأمور، وحركوا معهم العبيد والأعراب؟ وهم بين أهل المدينة يسومونهم ما شاؤوا، لم تكن هناك إذن قدرة على قتالهم [2]، وتقدم طلحة والزبير بمقترح لعلي لمواجهة السبئية الموجودة حول علي، فقد قال طلحة لعلي: دعني آت البصرة فلا يفجؤك إلا وأنا في خيل، وقال الزبير: دعني آت الكوفة فلا يفجؤك إلا وأنا في خيل [3]، ولكن عليًّا نراه يتريث ويقول لهما: حتى أنظر في ذلك (4). ولعل عليًّا كان يخشى الفتنة وتحول الأمر إلى حرب أهلية داخل المدينة لا تحمد عقباها، ولذلك لم يجب طلحة والزبير إلى مطلبهما [5]، وكان اقتراح الزبير وطلحة على علي دليلاً على اقتناعهما في الوقت نفسه بما قال علي رضي الله عنه من كون هؤلاء الغوغاء متغلغلين في داخل الصف يملكون المسلمين ولا يملكهم المسلمون، فحاولا بهذا الطلب اختصار وقت تعطيل حد من الحدود وتقوية جانب علي حتى يتمكن من إقامتها، على أن الصحابة قد انتظروا أن ينظر عليُّ في ذلك، لكن عليًّا كان يرى أن هذا الأمر الذي وقع لا يُدرك إلا بإماتته، وإنها فتنة من النار كلما سُعِّرت ازدادت واستنارت [6]، ولما رأى الزبير وطلحة ومن وافقهما من الصحابة أن أربعة أشهر قد مرت على مقتل عثمان، ولم يستطيع علي أن يقيم القصاص على قتلة عثمان بسبب أن الخارجين على عثمان لهم شوكة وقوة وتغلغل في جيش علي، عندئذ
(1) "تاريخ الطبري" (5/ 461).
(2) "فتح الباري" (12/ 360).
(3، 4) "تاريخ الطبري" (5/ 361).
(5) " تحقيق مواقف الصحابة" (2/ 108).
(6) "تاريخ الطبري" (5/ 367)، دور المرأة السياسي ص (0 38).
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 519