نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 520
قال طلحة والزبير لعلي: ائذن لنا أن نخرج من المدينة، فإما أن نكابر [1] وإما أن تدعنا، فقال: سأمسك الأمر ما استمسك، فإذا لم أجد بُدًّا فآخر الدواء الكي [2]، فقد كان عليّ يعرف أن خروجهما من المدينة كان محاولة منهما للوصول إلى حل؛ فلم يمنعهما من ذلك، ربما لأنه كان يتمنى الوصول إلى حل أيضًا، بل كان يحاوله ولكن بطريقته الخاصة [3]، وقد خاض بعض الباحثين المعاصرين في تفسير النص المتعلق باستئذان طلحة والزبير في الذهاب للبصرة والكوفة والمجيء بخيل من هناك لدحر الغوغاء، وامتناع علي عن الموافقة، فخاضوا بالباطل، وقالوا: إنه تخوف جانب الرجلين ويخشى أن يعيداها عليه جذعة ويستنا به سنة أهل مصر بعثمان يكون له معهما يوم كيوم الدار [4]، وتفسير كهذا تحميل للنص فوق ما يتحمل [5]، وفيه ظلم وتجاوز في حق صفوة الصحابة.
لقد ذهب الزبير وطلحة إلى مكة والتقوا بكم غفير من المسلمين المطالبين بالقصاص من قتلة عثمان، وسوف يأتي الحديث عن ذلك بالتفصيل بإذن الله.
3 - معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه:
شاع بين الناس قديمًا وحديثًا أن الخلاف بين علي ومعاوية كان سببه طمع معاوية في الخلافة، وأن خروج هذا الأخير على عليّ وامتناعه عن بيعته كان بسبب عزله عن ولاية الشام، فقد جاء في كتاب "الإمامة والسياسة" المنسوب لابن قتيبة الدينوري [6] رواية تذكر أنّ معاوية ادّعى الخلافة، وذلك من خلال الرواية التي ورد فيها ما قاله ابن الكواء لأبي موسى الأشعري في: اعلم أن معاوية طليق الإسلام، وأن أباه رأس الأحزاب، وأنه ادعى الخلافة من غير مشورة فإن صدقك [1] نكابر: نجاحد ونغالب على الأمر.
(2) " تاريخ الطبري " (5/ 368)، و"دور المرأة السياسي" ص (380).
(3) "دور المرأة السياسي" ص (380، 381).
(4) "الخلفاء الراشدون" ص (372).
(5) "خلافة علي بن أبي طالب"، لعبد الحميد علي (ص 118). [6] هذا الكتاب لا يثبت لابن قتيبة وإنما كاتبه رافضي محترق وسيأتي الحديث عنه في نهاية هذا الفصل.
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 520