نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 526
لاستنفار الناس: إنّ أبا موسى قام -وكان يومها أميرًا على الكوفة- فدعا الناس إلى لزوم البيوت، ووضع السيوف في أغمادها، وكان مما قاله يومئذ: ... فإنها فتنة صمّاء، النّائم فيها خير من اليقظان، واليقظان فيها خير من القاعد، والقاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، فلا تكونوا جرثومة من جراثيم العرب، فاغمدوا السيوف، وانصلوا الأسنّة واقطعوا الأوتار، وأووا المظلوم المضطهد، حتى يلتئم الأمر وتنجلي هذه الفتنة [1]. وقال أيضًا: إنّ الفتنة إذا أقبلت شبهت وإذا أدبرت تبيّنت، وإن هذه الفتنة باقرة كداء البطن، تجري بها الشمال والجنوب والصّبا والدبور، فتسكن أحيانًا، فلا يدري من أين يؤتى، تذر الحليم كابن أمس، شيموا سيوفكم، وقصّوا رماحكم، وأرسلوا سهامكم، واقطعوا أوتاركم، والزموا بيوتكم، [2] وكان أبو موسى يستدل لموقفه بما رواه عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من النّهي عن الدخول في الفتنة والأمر بتكسير القسي، وتقطيع الأوتار، وضرب السيوف بالحجارة، والرضا بمنزلة ابن آدم المقتول [3]، فعن أبي موسى الأشعري، أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "إن بين يدي الساعة فتنًا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمنًا، ويمسي كافرًا، ويمُسي مؤمنًا ويصبح كافرًا، القاعد فيها خير من القائم، والماشي فيها خير من الساعي، فكَسِّروا قوْسَكم، وَقَطِّعُوا أوتاركم، واضربوا بسيوفكم الحجارة، فإن دخل -يعني: على أحد منكم - فيكن كخير ابْنَيْ آدم" [4].
4 - عبد الله بن عمر:
قالت عائشة رضي الله عنه: ما أعلم رجلاً سلمه الله من أمور الناس واستقام على
طريقة من كان قبله استقامة عبد الله بن عمر [5]، وعن سعيد بن جبير قال:
(1) "تاريخ الطبري" (5/ 513) جراثيم العرب: أصل العرب.
(2) "تاريخ الطبري" (5/ 515)، باقرة: مفرقة، الصبا: الريح الشرقية.
(3) "أحداث وأحاديث فتنة الهرج" ص (181)
(4) "سنن الترمذي" (3/ 332) وقال الترمذي: حديث حسن غريب.
(5) "مصنف ابن أبي شيبة" (8/ 259).
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 526