نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 616
كان على علم بأحوال أبيه وأمواله، بل إن عبد الله صرح بأن أمر قضاء الدين ما كان سهلاً ولا هينًا، فيقول: فوالله ما وقعت في كربة من دينه إلا قلت: يا مولى الزبير، اقض عنه دينه فيقضَيه [1].ومما يشهد أيضًا بأن الزبير لم يكن معدودًا من الأغنياء وأصحاب الثروات وأن توقعه عن ديونه ونسبتها إلى أملاكه كان في موضعه ومحله، أن حكيم بن حزام رضي الله عنه - وهو ابن عم الزبير - تلقى عبد الله بن الزبير فيقول له: ما أراكم تطيقون هذا الذي عليكم من الديون فإن عجزتم عن شيء منه، فاستعينوا بي [2].
ودليل رابع: يأتي عبد الله بن جعفر رضي الله عنه لعبد الله ابن الزبير - وكان له عند الزبير أربعمائة ألف - فيقول لابن الزبير: إن شئتم تركتها لكم، قال عبد الله بن الزبير: لا. قال عبد الله بن جعفر: فإن شئتم جعلتموها فيما تؤخرون إن أخرتم [3] , فهذه شهادة اثنين من كبار الصحابة يتوقعان عدم وفاء أملاك الزبير بما عليه من ديون ويعدانه ممن يحتاج إلى عون ومساعدة، ثم هما ممن يعرف الزبير ويخالطه، ويطلع على أحواله، فأحدهما حكيم بن حزام ابن عم الزبير، والآخر ابن خاله، فأم الزبير صفية بنت عبد المطلب عمة الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهو يتعامل معه أخذًا وعطاء واقتراضًا وائتمانًا، فهذه أدلة أربعة لا يرقى إليها الشك تنطق بأن الزبير، رضي الله عنه، ما كان من أصحاب الثروات [4]. وقد فشا فيما فشا عن ثروة الزبير وغناه الحديث عن عبيده وخيوله؛ ففي بعض المصادر أنه كان له ألف مملوك، وأن الألف مملوك كانوا يؤدون إليه الخراج كل يوم، فما يدخل إلى بيته منها درهم واحد، يتصدق بذلك جميعه [5]. لكن المستشرق الذائع الصيت «ول ديورانت» جعل الألف عشرة آلاف، فقال: كان الزبير يمتلك عشرة آلاف عبد. ثم أضاف إليها ألف جواد [6] , وبالطبع حذف المستشرق (الذكي) خير تصدق الزبير بخراج مماليكه [7] , وهذا الخبر لا يقف أمام [1] البخاري رقم (3129). [2] البخاري رقم (3129). [3] البخاري رقم (3129). [4] الزبير بن العوام، الثورة، عبد العظيم الديب ص (9). [5] سير السلف الصالحين (1/ 227) في إسناده ضعف. [6] الزبير بن العوام، الثروة الثورة ص (11). [7] المصدر نفسه ص (13).
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 616