نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 617
رواية البخاري، إذ جاء فيها «فقتل الزبير ولم يترك دينارًا ولا درهمًا، إلا أرضين منها الغابة، وإحدى عشرة دارًا بالمدينة، ودارين بالبصرة، ودارًا بالكوفة، ودارًا بمصر (1)
, فالرواية واضحة، وهي بأسلوب الحصر، وفي مقام الحديث عن هم الدين، والكُرب التي كانت في سبيل سداده، فلو كان هناك ألف مملوك، لكان لها ذكر، ولثمنها قيمة وقدر، ألا يساوى المملوك الواحد في أقل تقدير ألفى درهم [2] , فيكون ثمن المماليك هو قيمة الدين كله إلا قليلاً؟! هذا كله على فرض أنها كانت ألفًا فقط، أما إذا أخذنا بشطحة ول ديورانت، وأنها عشرة آلاف مملوك، فمعنى ذلك نسف رواية البخاري من أساسها، فإن عشرة آلاف مملوك وألف جواد يكفى ثمنها - مهما كان بخسًا - أن يسدد ديونه، ويغرق ورثته في لجج الثراء، وما كان الزبير بحاجة إلى أن يقول لابنه: إن من أكبر همي لَدَيِنْي. ولا أن يسأله: أفترى يبُقى ديننا من مالنا شيئًا؟ ولا أن يوصيه: إذا أعجزك شيء من ديني، فاستعن عليه بمولاي [3].
إن الحديث عن سيرة الزبير وطلحة وعمرو بن العاص وأبى موسى الأشعري وأم المؤمنين عائشة ينسجم مع أهداف الكتاب، من حيث الحديث عن سيرة أمير المؤمنين على وعصره، فهذه الشخصيات تعتبر محورية في الحديث عن عصر أمير المؤمنين على، كما أن التشويه الذين لحق بها في كتب التاريخ والأدب يكون عند الحديث في الفتن الداخلية، فبيان سيرتهم، وأخلاقهم وصفاتهم واجب علينا، وحتى يخرج القارئ بمعرفة حقيقية لهذه الشخصيات، فلا يتأثر بالروايات الضعيفة، ولا القصص الموضوعة التي وضعها مورخو الشيعة الرافضة والتي شوهت ثقافة الناس عن هذه الشخصيات العظيمة، فالحديث عن سيرة الزبير أو غيره من كبار الصحابة التي أسهمت في الأحداث في عهد أمير المؤمنين على رضي الله عنه ينسجم مع أهداف المؤلف التي أراد إيصالها للقارئ من خلال دراسته لعهد الخلفاء الراشدين.
(1) البخاري (3129) .. [2] الزبير بن العوام، الثروة والثورة: ص (14). [3] البخاري رقم (3129).
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 617