وقال جرير يرد على البعيث:
لمنْ طَلَلٌ هاجَ الفُؤادَ المُتَيمَّا ... وهَمَّ بسَلمَانَينِ أنْ يتكَلَّمَا
قال الأصمعي: المتيم المضلل. قال: وهو مأخوذ من الأرض التيماء. قال: والتيماء والتيهاء بمعنى
واحد، وهي الأرض التي تُتوه الناس وتتيههم أي تضللهم وتهلكهم، وقال غيره: المتيم المعبّد ومنه تيم
الله أي عبد الله.
أمنزِلَتَي هِنِدٍ بنَاظِرَةَ أسلَمَا ... وما راجَعَ العِرفَانَ إلاَّ تَوَهُّمَا
ناظرة ماء لبني عبس، وقوله اسلما: دعاء لهما بالسلامة من الإقواء، توهما تفرسا بعد هنيهة.
وقد آذِنَتْ هندٌ حَبيباً لتصرمَا ... على طُول ما بَلَّى بهِندٍ وهَيَّمَا
وقد كانَ من شأن الغواني ظَغائِنٌ ... رَفَعنَ الكُسَا والعبقَريَّ المُرَقِّمَا
كأنَّ رُسومَ الدارِ ريشُ حَمامةٍ ... مَحاهَا البِلَى فأستَعجَمَت أن تكلَّمَا
وروى كأن ديار الحي، شبه الدار بريش حمامة لاختلاف لونها.
طَوى البَينُ أسبابَ الوِصَالِ وحاولَتْ ... بكِنْهِلَ أسبَابُ الهَوى أن تَجَذَّمَا
كنهل موضع من بلاد بني تميم، وفي ذلك اليوم قُتل الهرماس، وروي بكنهل أقران. والأقران الحبال
تجذّم تقطّع.
كأنَّ جمَالَ الحيِّ سُربِلنَ يانعاً ... منَ الوَارِدِ البَطحاءِ مَنْ نخلِ مَلهَمَا