يريد أنه أفسد ما بينه وبينه، وهذا مثل ضربه لأن السهم لا يصلح إلا بفوقه. يقال: فاق السهم وإنفاق
إذا انكسر فوقه. يقول: فلا يطعمن الخمر إن هو أفلت، وليكن على حذر.
فلم أرَ جاراً وابنَ أُختٍ وصاحباً ... تكيدَّ منا قبلَهُ ما تَكَيَّدا
رأيتُ رِجالاً لم نكن لنَبيعَهم ... يَباعونَ بالبُعرانِ مَثنىً ومَوحَدا
طعامُهُمُ لحمٌ حرامٌ عليهِمُ ... ويُسقَونَ بعدَ الريِّ شِرباً مُصَرَّدا
يقول: إذا رَووا سقوا أسراهم شرباً قليلاً، والشرب النصيب.
فإنَّ ليربوعٍ على الجيشِ مِنَّةً ... مُجَلَّلَةً نالت سُويداً وأسعَدا
جَزَى الله رَبُّ الناسِ عني مُتَمِّماً ... بخيرِ الجزاءَ ما أعَفَّ وأمجدا
كأني غداةَ الصَّمدِ حينَ دعوتُهُ ... تفرَّعتُ حِصناً لا يُرامُ مُمَرَّدا
أُجِيَرتْ به دِماءنا فوفَى بها ... وشاركَ في إطلاقنا وتَفَرَّدا
أبا نَهشَلٍ فإنني غيرُ كافرٍ ... ولا جاعِلٍ من دونِكَ المالَ مُؤصَدا
وقال متمم في ذلك:
ونحنُ جَرَرنا الحوفزانَ إلى الرَّدَى ... وأبجرَ كَبَّلنا وقد كاد يَشعَبُ
جَرى لهمُ بالغيِّ من أهلِ بارِقٍ ... فأنجَحَ ذو كيدٍ من القومِ قُلَّبُ
عميرة بن طارق، وهو الذي أوقعهم في الأسر والغي، والقلّب المتصرف، يقال: رجل حُوّل قُلّب
وأنشد:
الحُوَّلُ القُلَّب الأريبُ ولا ... يدفع زَوَّ المَنِيَّةِ الحِيلُ
زو المنية ما يعدل منها إلى المأمور به، وما انزوى منها إليه.