مرتين، وقد حلموا وكرموا، فأرسلوا به إليهم مع لقوحين، فمكث عند قرواش ما شاء الله أن
يمكث، وخرج أجود خيول العرب. ثم إن قيس ابن زهير بن جذيمة بن رواحة العبسي، أغار على
بني يربوع، فلم يصب أحداً غير ابنتي قرواش بن عوف، ومائة من الإبل لقرواش، وأصاب الحي
خلوفاً لم يشهد من رجالهم، غير غلامين من بني أزنم ابن عبيد بن ثعلبة بن يربوع، فجالا في متن
الفرس مرتدفيه، وهو مقيد، أعجلهما القوم عن حل قيده. واتبعهما القوم، فضبر بالغلامين ضبراً حتى
نجوا به، ونادتهما إحدى الجاريتين، إن مفتاح القيد مدفون في مرود الفرس بمكان كذا وكذا، فسبقا
إليه حتى أطلقاه فلما رأى ذلك قيس بن زهير، رغب في الفرس، فقال لهما: لكما حكمكما وادفعا إلي
الفرس، فقالا أو فاعل أنت؟ قال: نعم، فاستوثقا منه على أن يرُدّ ما أصاب من قليل أو كثير، ثم
يرجع عوده على بدئه، ويُطلق الفتاتين، ويُخلّى عن الإبل، وينصرف عنهم راجعاً. ففعل ذلك قيس
فدفعا إليه الفرس فلما رأى ذلك أصحاب قيس قالوا: لا نُصالحك أبداً، أصبنا مائة من الإبل،
وامرأتين، فعمدت إلى غنيمتنا، فجعلتها في فرس لك، تذهب به دوننا، فعظم في ذلك الشر بينهم،
حتى اشترى منهم غنيمتهم بمائة من الإبل. فلما جاء قرواش، قال للغلامين الأزنميين أين فرسي؟
فأخبراه، فأبى أن يرضى إلا أن يُدفع إليه فرسه، فعظم في ذلك الشر، حتى تنافروا فيه، فقضي بينهم
أن تُرد الفتاتان والإبل إلى قيس بن زهير، ويُرد عليه الفرس، فلما رأى ذلك قرواش رضي بعد شر.
وانصرف قيس بن زهير، ومعه داحس فمكث ما شاء الله.
فزعم بعضهم أن الرهان إنما هاجه بين قيس بن زهير، وحذيفة بن بدر بن عمرو بن جوية بن
لوذان بن عدي بن فزارة بن ذبيان بن