بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان بن
مضر أن قيساً دخل على بعض الملوك، وعنده قينة لحذيفة بن بدر تغنيه بقول امرئ القيس:
دارٌ لِهرٍّ والرَّبابِ وفَرْتَنَا ... ولَميسَ قبلَ حَوادِث الأيام
- وهن فيما يُذكر نسوة من بني عبس - فغضب قيس بن زهير، وشق رداءها، وشتمها. فغضب
حذيفة، فبلغ ذلك قيساً، فأتاه ليسترضيه، فوقف عليه، فجعل يكلمه وهو لا يعرفه من الغضب، وعنده
أفراس له فعابها، وقال: أيرتبط مثلك مثل هذه يا أبا مُسهر؟ فقال حذيفة: أتعيبها؟ قال: نعم فتجاريا
حتى تراهنا.
ويزعم بعضهم أن الذي هاج الرهان، أن رجلاً من بني عبد الله بن غطفان، ثم أحد بني جوشن،
وهم أهل بيت شؤم، أتى حذيفة زائراً، فعرض عليه حذيفة خيله فقال: ما أرى فيها جواداً مبراً -
المبر الغالب، وأنشد:
أبرُّ على الخُصُومِ فليس خَصمٌ ... ولا خَصمانِ يَغلِبُهُ جِدالا
فقال له حذيفة: ويحك فعند من الجواد المبر؟ قال: عند قيس بن زهير. فقال: هل لك أن تراهنني
عنه؟ قال: نعم، قد فعلت. فراهنه على ذكر من خيله وأنثى. قال: ثم إن العبدي أتى قيس بن زهير،
فقال: إني قد راهنت على فرسين من خيلك، ذكر وأنثى، وأوجبت الرهان. فقال