ويقال لك البداءة ولفلان العوادة. وقال قيس بن زهير:
تَعلَّم أنَّ الناسِ مَيتٌ ... على جَفرِ الهَباءَةِ ما يَريمُ
ولو ظُلمُهُ ما زِلتُ أبكي ... عليه الدهرَ ما طَلعَ النُّجومُ
ولكنَّ الفتى حملَ بنَ بدرٍ ... بَغى، والبَغيُ مَرتَعُهُ وخِيمُ
أظُنُّ الحِلمَ دلَّ عليَّ قومي ... وقد يُستَجهَلُ الرجلُ الحليمُ
فلا تَغشَى المظَالِمُ أن تَراهُ ... يُمتَّعُ بالغِنَى الرجُلُ الظلومُ
ولا تَعجَلْ بأمرِكَ واستَدِمهُ ... فما صَلَّى عَصاكَ كمُستديمِ
يقول عليك بالتأني، وإياك والعجلة، فإن العجول لا يُبرم أمراً، كما أن الذي يُثقف العود إذا لم يُجد
تصليته على النار لم يستقم له.
أُلاقي من رجالٍ مُنكَرَاتٍ ... فأُنكِرُها وما أنا بالغَشُومِ
ولا يُعِييكَ عُرقُوبٌ لِلأيٍ ... إذا لم يُعطِكَ النِّصفَ الخصيمُ
قوله عرقوب، يقول: إذا لم يُنصفك خصمك فأدخل عليه عرقوباً ينسخ حجته.
ومارستُ الرِّجالَ ومارَسُوني ... فمُعوَجٌ عليَّ ومستقيمُ
وقال في ذلك شداد بن معاوية العبسي وهو أبو عنترة:
مَنْ يَكُ سائلاً عني فإني ... وجَروَةَ لا تَرُودُ ولا تعارُ
مُقرَّبَةُ الشِّتاءِ ولا تَرَاها ... أمامَ الحَيِّ تتبَعُها المِهار