لها بالصِّيفِ آصِرَةٌ وجُلٌّ ... وسِتٌّ من كرائِمِها غِزار
ألاَ أبلغْ بني العُشَراءِ عني ... عَلانِيَةً وما يُغني السِّرارُ
قتلتُ سَراتَكُم وحَسَلتُ منكم ... حَسيلاً مثلَ ما حُسِلَ الوَبَار
وحسالة الناس، وحفالتهم، ورعاعهم، وخمانهم، وشرطهم، وحثالتهم، وحشارتهم، وغفاهم السفلة.
وكان ذلك اليوم يوم ذي حسى، ويزعم بعض بني فزارة، أن حذيفة يومئذ كان أصاب فيمن أصاب
من بني عبس، تُماضر بنت الشريد السلمية، أم قيس فقتلها وكانت في المال.
ولم أقتَلُكُمُ سِرّاً ولكِنْ ... عَلانيَةً وقد سَطعَ الغُبارُ
ثم إن بني عبس ظعنوا، فحلّوا إلى كلب بعراعر، وقد اجتمع عليهم بنو ذبيان، فقاتلتهم كلب فهزمتهم
عبس، وقتلوا مسعود بن مصاد الكلبي، أحد بني عُليم بن جناب، فقال عنترة في ذلك، وهي في
شعره:
ألا هل أتاها أنَّ يومَ عُرَاعِرٍ ... شَفى سَقَماً لو كانتِ النفسُ تَشتفِي
قال: فأجلتهم الحرب، فلحقوا بهجر، وامتاروا منها، ثم حلُّوا على بني سعد بني سعد بن زيد مناة،
وهم بالفروقِ، وقد آمنتهم بنو سعد ثلاث ليال، فأقاموا، ثم إنهم شخصوا عنهم، فاتبّعهم ناس من بني
سعد، فقاتلهم العبسيون فامتنعوا، حتى رجع بنو سعد، وقد خابوا ولم يظفروا منهم بشيء، فقال عنترة
في ذلك: