ببة هو عبد الله بن الحارث، وإنما سمي ببة لأن أمه كانت ترقّصه فتقول:
لأُنكِحَنَّ بَبَّه ... جارِيَةً كالقُبَّهْ
ويروى جارية في قبه، ويروى جارية حدلُكّهْ
مُكرَمَةً مُحَبَّهْ ... تَجُبُّ أهلَ الكَعبةْ
تجب تفضل. فلما بلغ ذلك اليمن قالوا: لا نرضى أن يؤمر علينا أمير من غير مشورة منا ولا
رضاً، فركب مسعود بن عمرو العتكي، وكان يقال له قمر العراق، في اليمن وربيعة قد رأسوه عليهم،
حتى دخل المسجد الجامع، وعبد الله بن الحارث في الدار، وغفل الناس عن الحرورية فأتوا بالسلاح،
فخرجوا من السجن، فدخلوا المسجد، لا يلقون أحداً إلا قتلوه. فقتلوا مسعوداً في المسجد، وقتلو معه
اثني عشر رجلاً من قومه، ثم طمّوا - طموا ذهبوا - إلى الأهواز من وجههم، فأقبل ناس من بني
منقر، فاجترّوا مسعوداً إلى دورهم فمثّلوا به. فسارت اليمن وربيعة حتى ملأت سكة المربد، فذكر
إسحاق بن سويد العدوى قال: إني لواقف على باب دارنا، إذ مرت بنا كبكبة، فقلت من هذا؟ فقالوا:
مالك بن مسمع. ثم مكثت غير طويل فإذا كبكبة أخرى قد ملأت سكة المربد، فقلت من هذا: فقالوا:
القمر. قلت: ومن القمر؟ قالوا: مسعود. فأتت بنو سعد الأحنف فسألوه أن ينهض، فأبى. فقالوا: أنت