لمّا رأيتُ الأمرَ مخلوجَةً ... أكرَهتُ فيه خُرُصاً مارِنا
قلتُ له خُذهَا فإني امرؤٌ ... يَعرِفُ رُمحي الرجلَ الكاهِنا
وأما وعلة فإنه لحقه رجل من بني سعد فعقر به فنزل الجرمي، وعلة يُحضر على رجليه، فلحق
رجلاً من بني نهد، يقال له سليط بن قتب، فقال له وعلة: أردفني خلفك، فأبى أن يردفه، فنجا
الجرمي يُحضر، وأدركت بنو سعد النهدي فقتلوه، فقال وعلة حين أتى أهله:
لمّا سَمِعتُ الخيلَ تدعو مقاعِساً ... تطلّعَ مني ثُغرةَ النَّحرِ جائِرُ
نَجوتُ نَجاءً ليس فيه وَتيرَةٌ ... كأنّي عِقَابٌ دون تَيمَنَ كاسِر
خُدارِيَّةٌ صَقعاءُ لَبدَ رِيشَها ... بطِخفَةَ يومٌ ذو أهاضِيبَ ماطرُ
وقد قلتُ للنَّهدِيِّ هل أنتَ مُردِفي ... وكيفَ رِدَافُ الفَلِّ أمَّكَ عابِر
أُناشِدُهُ بالرِّحمِ بيني وبينَه ... وقد كان في نَهدٍ وجَرمٍ تَدابُرُ
فمن يَكُ يرجو في تميمٍ هوادَةً ... فليس لِجرمٍ في تميمٍ أواصِر
وذلك أن قيس بن عاصم، لمّا أكثر قومه القتل في اليمن، أمرهم بالكف عن القتل، وأن يحزوا
عراقيبهم. فقالت نائحة عمرو بن الجعيد:
أشَابَ قَذَالَ الرَّأسِ مَصرَعُ سَيِّدٍ ... وفارِسُ هَبُّودٍ أشَابَ النَّواصيا