يقول: أنبت ماء هذا الوادي عُشبا، فانتجعته ظمياء وأهلها فأقاموا فيه فالتقينا به.
إذا ما أرادَ الحَيُّ أن يَتَزَيَّلُوا ... وحَنَّتْ جمالُ الحَيِّ حَنَّتْ جِماليا
فيا ليتَ أنَّ الحَيَّ لم يتفرَّقوا ... وأمسى جميعاً جِيرَةً مُتَدانيا
إذا الحَيُّ في دارِ الجميعِ كأنما ... يكونُ علينا نِصفُ حَولٍ لَياليا
يقول: نحن في سرور، فالدهر يقصر علينا.
إلى الله أشكو أنّ بالغَورِ حاجَةً ... وأخرَى إذا أبصَرتُ نَجداً بَدالِيا
نظرتُ برَهبيَ والظَّعائِنُ باللِّوَى ... فطارت برهبيَ شُعبَةٌ مِن فُؤادِيا
وما أبصَرَ النارَ التي وضَحَتْ لهُ ... وراءَ جُفافِ الطير إلا تمارِيا
جفاف الطير جبل، وروي خُفاف أيضاً وهو موضع.
وكائن ترى في الحيِّ من ذي صداقةٍ ... وغيرَانَ يدعو ويلَهُ مِن حذارِيا
إذا ذُكِرتْ ليلى أُبيحَ ليَ الهوى ... على ما ترى مِن هجرتي وأجتنابيا
خليليَّ لولا أنْ تظُنَّا بي الهوى ... لقلتُ سَمعنا مِنْ عُقيلَةَ داعِيا
قفا فاسمَعا صوتَ المُنادي لعلهُ ... قريبٌ وما دانيتُ بالظنِّ دانيا
إذا ما جعلتُ السِّيَّ بيني وبينها ... وحَرَّةَ ليلى والعقيقَ اليمانيا
رَغِبتُ إلى ذي العرشِ مولى مُحمَّدٍ ... ليَجمعَ شَعباً أو يُقرِّبَ نائِيا
ويروى دعوت إلى ذي العرش رب محمد، عليه الصلاة والسلام، الشعب الحي والنائي البعيد.