قوله ضربت عليك العنكبوت بنسجها، يعني أن جريراً في الوهن والذل كبيت العنكبوت.
أينَ الذينَ بِهم تُسامي دارِماً ... أم مَن إلى سَلفي طُهيّةَ تجعلُ
طهية بنت عبد شمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم، كانت عند مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد،
فولدت له أبا سود وعوفاً وحشيشاُ، فغلبت على بنيها فنُسبوا إليها.
يمشُونَ في حَلَقِ الحديدِ كما مَشتْ ... جُربُ الجِمالِ بِها الكُحَيلُ المُشعَلُ
الكحيل القطران، وحلق الحديد الدروع، شبه الرجال لعظمهم ولون الحديد عليهم بالجمال المهنوءة
بالقطران، والمشعل الحديدة التي يحرق بها الجلد، ويروى كأنهم.
والمانِعُونَ إذا النساءُ تَرادَفتْ ... حَذَرَ السِّباءِ جمالُها لا تُرحَلُ
ويروى تُردّفت ويروى جمالها والرفع بقوله لا تُرحل، وترادفت ركب بعضهن خلف بعض، يقول
إذا كانت الغارة فزعت النساء فركبت الجمال أعراء لا تُرحل للعجلة كما قال الشاعر:
وأعرَورَتِ العُلُطَ العُرضِيَّ تَركُضهُ ... أمُّ الفوارسِ بالدِّيداء والرَّبَعَهْ
يريد الدأدأة، اعرورت ركبت البعير عريا للعجلة، والعلط الذي لا أداة عليه مثل العُطل، والعُرضي
الذي فيه اعتراض وصعوبة، وقال: أم الفوارس، يقول: فإذا كانت أم الفوارس هكذا فغيرها أخوف،
والديداء والربعة من أشد العدو، وليس بعدهما إلا الفلقة وهي أشد العدو، ويقال: مر البعير يفتلق إذا
عدا عدو الخيل ويربع من الربعة.