إنما يريد بيت شرف وعز، وهذا مثل، ويروى ملك السماء، ويروى رب السماء.
بَيتاً زُرارَةُ مُحتَبٍ بفِنائِهِ ... ومجاشِعٌ وأبُو الفوارسِ نَهشَلُ
قوله زرارة يعني زرارة بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم بن مالك، ومجاشع بن دارم، ونهشل
بن دارم. قال أبو عبد الله سمعت بعض ولد عطارد ابن حاجب بن زرارة يقول: ليس في العرب إلا
عدس بفتح الدال إلا في تميم فانه عدس بضمها.
يَلِجُونَ بيتَ مجاشِعٍ وإذا احتَبَوا ... بَرَزوا كأنهمُ الجِبالُ المُثّلُ
يلجون يدخلون، وهو من قول الله عز وجل {حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} ولَج يلِج ولوجاً،
والمُثل المنتصبة المقيمة لا تبرح، يريد الجبال يشبههم بالجبال الراسيات، والماثل من الأضداد مثل
ثبت وانتصب، ومثل درس.
لا يَحتبي بِفِناءِ بَيتِكَ مِثلُهُم ... أبداً إذا عُدَّ الفَعالُ الأفضلُ
مِن عِزِّهم جَحَرَتْ كُليبٌ بيتَها ... زَرباً كأنهمْ لديه القُمَّلُ
ويروى من عزه اجتحرت كليب عنده، ويروى احتجزت وانحجزت من الانحجاز، ويروى احتجرت
من الحُجرة واجتحرت من الجحر، جحرت دخلت زرباً كأنه جُحر، والزرب حفيرة تتخذ تحبس فيها
العنوق والجداء، والقمّل أصغر من الجراد، وانجحرت أيضا من الانجحار في الزرب.
ضَربتْ عليكَ العَنكبُوتُ بنَسجِها ... وقضى عليكَ بهِ الكتابُ المُنزَلُ