نام کتاب : شرح القصائد العشر نویسنده : التبريزي، أبو زكريا جلد : 1 صفحه : 148
خلط ما أوقدت به بنابت عرفج، أي بغضه وطريه؛ فهو أكثر لدخانها، والنابت:
الحديث، وإسنامها: إشرافها، يقال: أسنمها يُسنمها، وأَسنامها - بفتح الهمزة - يعني جمع سَنِمٍ، ويقال (تَسَنَّم) إذا علا، ومنه السَّنَام، وقيل في قول الله عز وجل (وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ): إنه أعلى شراب في الجنة، وقيل: أن شراب الجنة يُمزج لبعضهم من تسنيم وهو نهر عال، وإن بعضهم يشربه صرفا.
(فَمَضَى وَقَدّمَهَا، وَكَانَتْ عَادَةً ... مِنْهُ - إذا هِيَ عَرَّدَتْ - إقْدَامُها)
يقول: مضى الحمار وقدَّم الأتان لكي لا تعند عليه، وعرَّدت: تركت الطريق وعدلت عنه، وأصل التعريد الفرار، وقال (وكانت) فأَنث والإقدام مذكَّر؛ فزعم الكوفيون إنه لما أولى كان خبرها وفرق بينها وبين اسمها توهم التأنيث فأنث، وكان الكسائي يجيز (كانت عادة حسنة عطاء الله) و (كانت رحمة المطر البارحة) وكان يقول: إذا كان خبر كان مؤنثا واسمها مذكرا وأوليتها الخبر فمن العرب من يؤنث، كأنه يتوهم أن الاسم مؤنث إذا كان الخبر مؤنثا، وقال غير الكسائي: إنما بنى كلامه على (وكانت عادة تقدمتها) لأن التقدمة مصدر تقدمها، إلا إنه انتهى إلى القافية فلم يجد التقدمة تصلح لها فقال: إقدامها، واحتج بقول الشاعر:
أَزَيْدُ بْنَ مَصْبُوحٍ فَلَوْ غَيْرُكُمْ جَنَى ... غَفَرْنَا، وكَانَتَ مِنْ سَجِيَّتِنَا الغَفْرُ
زعم الكسائي إنه أنث (كانت) لأنه أراد كانت سجية من سجايانا الغفر، وقال الذي خالفه: بل بنى على المغفرة فانتهى إلى آخر البيت والمغفرة لا تصلح له فقال (الغفر) لأن الغفر والمغفرة مصدران، والأتن لا تتقدم حتى يتقدم
نام کتاب : شرح القصائد العشر نویسنده : التبريزي، أبو زكريا جلد : 1 صفحه : 148