نام کتاب : شرح القصائد العشر نویسنده : التبريزي، أبو زكريا جلد : 1 صفحه : 209
مبولة، وسيبويه يذهب إلى أن (نُبِّئْتُ) بمعنى خُبِّرْتُ إذا قلت: (نُبِّئْتُ زيداً مُنطلقاً) ويذهب إلى أن عن محذوفة، ثم تعدَّى الفعل بعد حذفها، وقال سيبويه: ليست عن هاهنا
محذوفة، ومعنى نبئت أعلمت.
(وَلَقَدْ حَفِظْتُ وَصَاةَ عَمِّي بالضُّحَى ... إِذْ تَقْلِصُ الشّفَتَانِ عَنْ وَضَحِ الفَمِ)
وصاة ووصية بمعنى واحد، و (بالضحى) أي وقت الضحى، والضُّحى مؤنثة، والضحاء - بالفتح والمد - مذكر والضحاء للإبل بمنزلة الغداء للإنسان، ومعنى (تقلص) ترتفع، وفي الحرب ترتفع الشفة من الإنسان حتى يُرى كأنه يتبسم.
(فِي حَوْمَةِ المَوْتِ الّتِي لاَ تَشْتَكِي ... غَمَرَاتِهَا الأبْطَالُ غَيْرَ تَغَمْغُمِ)
ويروى (في غمرة الموت) وحومة كل شيء: مُعظمه، ونعم: أي كثير، وغمراتها: شدائدها، و (في) تتعلق بتقلص، وإن شئت بحفظت، والتغمغم: صوت تسمعه ولا تفهمه، و (غير) منصوب على إنه استثناء ليس من الأول، وسيبويه يمثل مثل هذا بلكن، فكأنه قال: لكنهم يتغمغمون فيقول ذلك مقام الشكوى، والكوفيون يقدِّرون مثل هذا بسوى، وإنما قدر سيبويه وأصحابه بمعنى لكن وأنكروا أن يقدروا بمعنى سوى، لأن لكن في كلام العرب تقع للإضراب عن الأول والإيجاب لما بعده، فكأنها لخروج من كلام إلى كلام، وهذا أشبه شيء بالاستثناء الذي ليس من الأول.
نام کتاب : شرح القصائد العشر نویسنده : التبريزي، أبو زكريا جلد : 1 صفحه : 209