نام کتاب : أنس المسجون وراحة المحزون نویسنده : الحلبي، صفي الدين جلد : 1 صفحه : 199
فقاره [1]. ورماه، فأثبت سهمه في الموضع، ثم قال لي: الثّالثة والله في كبدك. فقال: فقلت: شأنك إبلك. فقال: كلاّ، حتى تسوقها إلى حيث كانت. فلما انتهيت بها، قال: إنّي فكّرت في أمرك، فلم أجد لك عندي ترة تطالبني بها، وما أحسب الذي حملك على أخذ إبلي إلاّ الحاجة. فقلت: هو والله ذاك. قال: فاعمد إلى عشرين من خيارها فخذها. فقلت: إذن والله لا أفعل حتّى تسمع مدحك: والله، ما رأيت رجلا أكرم ضيافة، ولا أهدى لسبيل، ولا أرمى كفّا، ولا أوسع صدرا، ولا أرغب خوفا، ولا أكرم عفوا منك. فاستحيا، وصرف وجهه عني، ثم قال: انصرف بالقطيع مباركا لك فيه.
509 - وقال المازنيّ [2]: دخلت على الواثق، فقال لي: با اسمك؟ -وهي لغة للحارث بن كعب-فقلت: بكر. قال: هل لك من ولد؟ قلت:
أخيّة تحلّ منّي محلّ الولد. قال: فما كان من قولها لك عند رحيلك إلينا؟ قلت: قالت قول الأعشى ([3]):
تقول ابنتي حين جدّ الرّحيل … أرانا سواء ومن قد يتم
أبانا فلا رمت من عندنا … فإنّا بخير إذا لم ترم
ترانا إذا أضمرتك البلا … د نجفى وتقطع منّا الرّحم
فقال: والله، لقد ذكّرتك بنفسها، فأحسنت، فبماذا أجبتها؟ قال:
قلت: [1] في الأصل قفاره.
509 - العقد الفريد 2/ 101. [2] بكر بن محمد بن حبيب بن بقية، أبو عثمان المازني، أحد الأئمة في النحو من أهل البصرة، ووفاته فيها، الأعلام. [3] من قصيدة للأعشى ميمون بن قيس يمدح قيس بن معديكرب، الديوان صفحة 41 مطلعها:
أتهجر غانية أم تلم ... أم الحبل واه بها منجذم
نام کتاب : أنس المسجون وراحة المحزون نویسنده : الحلبي، صفي الدين جلد : 1 صفحه : 199