نام کتاب : أنس المسجون وراحة المحزون نویسنده : الحلبي، صفي الدين جلد : 1 صفحه : 200
ثقي بالله ليس له شريك … ومن عند الخليفة بالنّجاح (1)
فقال: والله، لقد أحسنت، ثق بالله ثم بالنّجاح، يا غلام، أنجحه بألف دينار. فأخذتها وانصرفت.
510 - وقال إسحاق بن إبراهيم الموصلي: حضرت يوما بباب الرّشيد فقيل لي: هو نائم. فلقيني جعفر بن يحيى، وقال: ما الخبر؟ قلت: أمير المؤمنين نائم. فقال: قف مكانك. ومضى إلى دار الخليفة، وخرج الحاجب فأعلمه أنّه نائم، ورجع فقال: سر بنا إلى دارنا حتّى نخلو بقيّة يومنا ونأخذ في شأننا من وقتنا. فقلت: نعم. وسرنا [2] إلى داره، ونزعنا ثيابنا، ودعي بالطعام فأكلنا وأمر بإخراج الجواري، وقال: لتبرزن، فليس عندنا من نحتشمه. فلما وضع الشّراب دعا بقميص جديد فلبسه، ودعا بخلوق [3] فتخلّق به، ودعا لي بمثل ذلك، وجعل يغنّيني وأغنّيه، ثم دعا بالحاجب فتقدّم إليه وأمره أن لا يأذن لأحد من النّاس كافّة، وإن جاء رسول أمير المؤمنين أعلمه أنّه مشغول، واحتاط في ذلك، وتقدّم فيه إلى جميع الحجّاب والخدم. ثم قال: إن جاء عبد الملك ائذنوا له-يعني رجلا كان يأنس به ويمازحه ويحضر خلواته-ثمّ أخذنا في شأننا. فو الله إننا على حال سارّة عجيبة إذ رفع السّتر فإذا عبد الملك بن صالح الهاشمي [4] قد أقبل، وغلط الحاجب
(1) البيت لجرير من قصيدة في ديوانه 1/ 87 مطلعها:
أتصحو بل فؤادك غير صاح ... عشية همّ صحبك بالرواح
510 - المستجاد 153، والفرج بعد الشدة 1/ 362، ووفيات الأعيان 1/ 330، والمستطرف 338، وسير أعلام النبلاء 9/ 67. [2] في الأصل كتبت كلمة «سرنا» ووضع فوقها من دون أن يضرب عليها «صرنا» وكذلك قبل سطر فوق كلمة «سربنا». [3] الخلوق: طيب يتخذ من الزعفران وغيره من أنواع الطيب، وتغلب عليه الحمرة والصفرة. اللسان (خلق). [4] عبد الملك بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس، أمير من بني العباس، ولاه الهادي إمرة الموصل، ثم ولاه الرشيد المدينة والصوائف، ثم ولاه دمشق، وبلغه-
نام کتاب : أنس المسجون وراحة المحزون نویسنده : الحلبي، صفي الدين جلد : 1 صفحه : 200