نام کتاب : أنس المسجون وراحة المحزون نویسنده : الحلبي، صفي الدين جلد : 1 صفحه : 67
[173] - وقيل: خرج عمر بن عبد العزيز مع جماعة من أصحابه، فمرّ بالمقبرة فقال: قفوا حتّى أرى قبور الأحبّة. فلمّا توسطها، وقف فسلّم، وتكلّم وانصرف إلى أصحابه، فقال: ألا تسألوني ماذا قلت، وماذا قيل لي؟ فقالوا: ماذا؟ فقال: مررت بقبور الأحبّة، فسلّمت فلم يردّوا، ودعوت فلم يجيبوا، فبينما أنا كذلك إذ نوديت: يا عمر، أتعرفني؟ أنا الذي غيّر محاسن وجوههم [أنا] التّراب [1]، ومزّقت الأكفان عن جلودهم، وقطعت أيديهم، وابتتتّ [أكفهم] [2] من سواعدهم. ثمّ بكى حتى كادت نفسه تطفأ. فو الله ما مضت الأيام حتّى لحق بهم.
174 - أبو العتاهية:
وعظتك أجداث صمت … وبكتك ساكنة خفت
وتكلّمت عن أعظم … تبلى وعن صور سبت
وأرتك قبرك في القبو … ر وأنت حيّ لم تمت
175 - وحدّث الفضل بن الرّبيع [3] قال: كنت مع المنصور في السّفرة [173] - الخبر في مروج الذهب 4/ 20 (2180). [1] في المروج: ناداني التراب: يا عمر أتعرفني؟ أنا الذي غيّرت محاسن وجوههم، ومزّقت. . . [2] ما بين معقوفين من المروج.
174 - رواية الديوان صفحة 78:
وعظتك أجداث خفت ... فيهن أجساد سبت
وتكلمت لك بالبلى ... منهن ألسنة صمت
ورواية الأصل توافق رواية المسعودي في مروج الذهب 4/ 222 (2542)، وأدب الغرباء 56. [3] الفضل بن الربيع: وزير أديب حازم كان أبوه وزيرا للمنصور، واستحجبه المنصور، ولما آل الأمر إلى الرشيد واستوزر البرامكة كان الربيع من كبار خصومهم، وقيل: كانت نكبتهم على يديه، أقره الأمين على الوزارة، وعمل على مقاومة المأمون، ولما ظفر المأمون استتر الفضل، ثم عفا عنه المأمون، وأهمله، توفي سنة (208).
نام کتاب : أنس المسجون وراحة المحزون نویسنده : الحلبي، صفي الدين جلد : 1 صفحه : 67