نام کتاب : أنس المسجون وراحة المحزون نویسنده : الحلبي، صفي الدين جلد : 1 صفحه : 68
التي مات فيها، فنزل منزلا في بعض المواضع، فبعث إليّ وهو في قبته ووجهه إلى الحائط، فقال: ألم أنهكم [أن] تدعوا العامّة يدخلوا هذه المنازل فيكتبوا ما لا خير فيه؟ فقلت: وما هو يا أمير المؤمنين؟ فقال: ألا ترى ما على الحائط مكتوب:
أبا جعفر جاءت عليك ونقّصت … سنوك وأمر الله لا بدّ نازل (1)
أبا جعفر هل كاهن أو منجم … يردّ قضاء الله أم أنت جاهل (2)
قال: فقلت: والله، ما أرى على الحائط شيئا، وإنّه لنقيّ أبيض. قال:
آلله؟ قلت: آلله. قال: والله إنّها نفسي نعيت إليّ، الرّحيل، بادر بي إلى حرم ربّي وأمنه هاربا من ذنوبي، وإسرافي على نفسي. فرحلنا وقد ثقل حتّى بلغنا بئر ميمون [3]. فقلت: هذه بئر ميمون وقد دخلت الحرم. فقال: الحمد لله.
وقبض في يومه. رحمة الله عليه.
176 - فهبك ملكت أهل الأرض طرّا [4] … ودان لك العباد فكان ماذا
أليس تصير في لحد عميق … ويحثو التّرب هذا ثمّ هذا
(1) في مروج الذهب:
أبا جعفر حانت وفاتك وانقضت ... سنوك وأمر الله لا بد نازل
وفي تاريخ الطبري 8/ 107، وتاريخ ابن عساكر 38/ 242:
أبا جعفر حانت وفاتك وانقضت ... سنوك وأمر الله لا بد واقع
وفي البداية والنهاية 10/ 127 رواية البيت الثاني:
أبا جعفر هل كاهن أو منجم ... لك اليوم من كرب المنية مانع
(2) قال الإمام الذهبي في السير 7/ 88: وقد كان المنصور يصغي إلى أقوال المنجمين، وينفقون عليه، وهذا من هناته مع فضيلته. [3] بئر ميمون بمكة منسوبة إلى ميمون بن خالد بن عامر الحضرمي.
176 - عقلاء المجانين 70 والبيتان فيه لبهلول، وروض الرياحين الحكاية 20. [4] طرّا: جماعة.
نام کتاب : أنس المسجون وراحة المحزون نویسنده : الحلبي، صفي الدين جلد : 1 صفحه : 68