نام کتاب : أنس المسجون وراحة المحزون نویسنده : الحلبي، صفي الدين جلد : 1 صفحه : 90
[228] - وعن [ابن] أبي فنن [1] قال: لم يقل في وصف ميّت أحسن من قول يعقوب بن الرّبيع يصف جاريته عند موتها:
ظلّت تكلّمني كلاما مطمعا … لم أسترب منه بشيء مؤيس
حتّى إذا فتر اللّسان [2] وأصبحت … للموت قد ذبلت ذبول النّرجس
وتسهّلت منها محاسن [3] وجهها … وعلا الأنين تحثّه بتنفّس
رجع اليقين مطامعي يأسا كما … رجع اليقين مطامع المتلمّس (4)
229 - وقيل: إنّ أبا المعالي بن عبد القاهر بن المنذر شرع في عمارة دار واهتمّ بها، فلما تمّ بناؤها مرض ومات، وعمل هذين البيتين عند موته بعد ما أوصى أن يدفن في الدّار:
لهفي على غصن شباب ذوت … أوراقه من أوّل العرس
ومنزل أمّلت عمرانه … أصبح في جانبه رمسي
230 - ومات ولد لشيخ من بني أسد فاشتدّ جزعه عليه، فقيل له:
اصبر؛ فإنّه فرط أفرطته، وخير قدّمته، وذخر أحرزته. فقال مجيبا: ولد [228] - الأبيات الثلاثة الأخيرة في الكامل 3/ 1465، وثمار القلوب 218. [1] في الأصل أبي فنن، وهو أحمد بن أبي فنن صالح، أبو عبد الله، مولى بني هاشم، شاعر مجود، نقي اللفظ، راوية، أكثر المدح للفتح بن خاقان، وكان أسود اللون. تاريخ بغداد 4/ 202، طبقات الشعراء 396. [2] في ثمار القلوب: حتى إذا احتبس اللسان. [3] في ثمار القلوب: وتكاءبت منها المحاسن.
(4) المتلمس هو جرير بن عبد العزّى من بني ضبّة، شاعر جاهلي، من أهل البحرين، خال طرفة بن العبد كان ينادم عمرو بن هند فبلغه أن المتلمس وطرفة هجواه، فأراد عمرو قتله فكتب إلى عامله بالبحرين كتابين أوهمهما أنه أمر لهما فيهما بجائزة، وقد كان أمر بقتلهما، ففض المتلمس الصحيفة، وقرأ ما فيها، فقذفه بنهر الحيرة ونجا، أما طرفة، فقد ذهب إلى عامل عمرو في البحرين وقتل هناك.
نام کتاب : أنس المسجون وراحة المحزون نویسنده : الحلبي، صفي الدين جلد : 1 صفحه : 90