responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أنس المسجون وراحة المحزون نویسنده : الحلبي، صفي الدين    جلد : 1  صفحه : 97
عليّ قبل موتي.
فكتب أرسطاطاليس كتابا هذه نسخته [1]: من الإسكندر رفيق أهل الأرض بجسده قليلا، ورفيق أهل السّماء بروحه كثيرا إلى والدته أرفية الصّفيّة والحبيبة التي تحبّ التّمتّع بولدها في دار الغرّ الغرور، وتزهد في مجاورته غدا في دار النّشور. يا ذات الحلم الرّاجح، أسألك من قربي من قلبك أن تستمعي لقراءة كتابي هذا وتتفهّميه وترفعي نفسك عن شبه النّساء وضعفهنّ في الرّقة، كما لم يكن ابنك يرضى بشبه الرّجال في كثير من أمورهم، وانظري وتأمّلي في جميع ما أحاط به العالم. هل رأيت لشيء قرارا ثابتا، أو حالا دائما؟ ألم تري أنّ [2] الشّجرة كيف تهتزّ أغصانها، وتخرج ثمارها وتلتفّ ورقها، ثم إن يلبث أن ينهشم الغصن، ويتساقط الثّمر، ويتناثر الورق. أو لم ترى إلى النّهار المضيء النيّر البهي كيف تخلفه الظّلمة في مكانه؟، أو لم تري القمر أبهى ما يكون ليلة البدر يكسفه الكسوف فيذهب بنوره فيظلم ما ظهر من نوره وبهجته وحسنه، أو لم تري الكواكب الزّاهرة كيف يغشاها الطّموس فيخمد نورها؟ أو لم تري إلى شهب النّيران المتوقّدة ما أسرع ما يخبو ضوءها ولهبها؟ بل انظري إلى الماء العذب ما أسرع جريته إلى البحار المالحة التي تحوله إلى طبيعتها ومرارة ذوقها؟ وإلى هذا الخلق العجيب الذي ينافس في

[1] جاء في «مختار الحكم» (239) بداية الرسالة فقط وفيها اختلاف «من العبد بن العبد الإسكندر رفيق أهل الأرض بجسده قليلا، ومجاور أهل الآخرة بروحه طويلا، إلى أمه روفيا الصفية الحبيبة، التي لم يتمتع بقربها في دار القرب، وهي مجاورته غدا في دار البعد. . .» إلى آخر الكتاب، وهو كتاب طويل. وقد ذكرته وغيره من كتبه في تاريخي الكبير على التمام. ا. هـ‌. وللإسكندر رسالة ثانية أيضا مختلفة إلى أمه كتبها بنفسه ولا تتوافق مع هذه الرسالة إلا بجمل مقتضبة، انظر مختار الحكم أيضا (249).
[2] كذا في الأصل، ولعلها إلى.
نام کتاب : أنس المسجون وراحة المحزون نویسنده : الحلبي، صفي الدين    جلد : 1  صفحه : 97
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست