أعرابي فقال: يا رسول الله، جهدت الأنفس، وجاع العيال،- وذكر الحديث- إلى أن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله على عرشه، وإن عرشه على سمواته وأرضه، كهكذا" [1] وقال بأصابعه مثل القبة ...
وفي علوه قوله صلى الله عليه وسلم: "إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس، فإنه وسط الجنة وأعالاها، وفوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة" [2].
فقد تبين بهذه الأحاديث أنه أعلى المخلوقات وسقفها، وأنه مقبب ... "[3].
وفي حديث أبي ذر المشهور قال: قلت يا رسول الله، أي ما أنزل عليك أعظم، قال: "آية الكرسي"- ثم قال: " يا أبا ذر ما السموات السبع مع الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة" 4
وهذا القول للسلف في عرش الله هو ما جاءت به الآيات والأحاديث الصحيحة، وقد كان سلف الأمة وأئمتها- دائما- يصرحون بذلك في كتبهم عند الحديث عن هذه المسألة. [1] سياتي تخريجه في التحقيق تحت رقم 11.
2أخرجه البخاري في "صحيحه، كتاب التوحيد، باب {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ} . انظر: "فتح الباري": (13/ 404) .
3 "الفتاوى": (5/ 151) .
4سيأتي تخريجه في التحقيق تحت رقم 58.