على العرش، يريدون ملك، وإن لم يقعد على السرير ألبتة، وقالوه – أيضا - لشهرته في ذلك المعنى، ومساواته ملك في مؤداه، وإن كان أشرح وأبسط وأدل على صورة الأمر"[1].
وقال البغدادي: "والصحيح عندنا تأويل العرش في هذه الآية على معنى الملك، كأنه أراد أن الملك ما استوى لأحد غيره، وهذا التأويل مأخوذ من قول العرب: ثل عرش فلان، إذا ذهب ملكه، قال متمم بن نويره في هذا المعنى:
عروش تفانوا بعد عز، وأمة ... هووا بعدما نالوا السلامة والبقا
وأراد بالعروش ملوكا انقرضوا.
وقال سعيد بن زائدة الخزاعي في النعمان بن المنذر:
قد نال عرشا لم ينله حائل ... جن ولا إنس ولاديار
وأراد بالعرش الملك والسلطان.
وقال النابغة:
بعد ابن جفنة وابن هاتك عرشه ... والحارثين يؤملون فلاحا
وأراد بهاتك عرش ابن جفنة سالب ملكه، فصح بهذا تأويل العرش على الملك في آية الاستواء على ما بيناه"[2].
وقال القفال: "العرش في كلامهم هو السرير الذي يجلس عليه الملوك، ثم جعل العرش كناية عن نفس الملك، يقال: ثل عرشه، أي:
1 "الكشاف ": (2/ 535) .
2 "أصول الدين": ص 112.