responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 113

وهل كانت المجرات البعيدة التي اكتشفها أهل هذا العصر عدما، ولم توجد إلا بعد أن اكتشفتها الوسائل الحديثة؟

هذا هو العقل الملحد وغباؤه وغفلته عن الأمور البديهية البسيطة.. لأنه لا ينطلق من العقل الموضوعي المحايد الذي يريد أن يصل إلى الحقيقة مهما كان، وإنما هو عقل مزاجي رغبوي يريد أن يقتنع بما يتناسب مع مزاجه ورغبته، لا مع الواقع.

سكت قليلا، ثم نظر إلى كفه، وراح يقول: وقلت لكم أيضا في كتابي الأول، وأنا أدافع عن الإلحاد: (الوجود هو مادة وحركة، والطبيعة هي قوة محايثة، مكتفية بذاتها، أو طبقا لتعريف أرسطو: هي سبب ومبدأ للحركة التي تحدث في الزمن، من ذاتها، والزمن هو عدد الحركة بحسب السابق واللاحق.. وأشكال الفكر تتطابق مع أشكال الوجود، فقط كل ما هو قابل للإدراك، للحس، كل ما هو مكاني، زماني، ممتدّ، مادّي قابل بصورة مشروعة للتعقل، ويمكن أن تنطبق عليه دون أن تقع في الفراغ)

قال ذلك .. ثم راح يضحك بصوت عال، وهو يقول: لقد قلت هذا الكلام في حالة هلوسة واغتراب ذهني كبير.. فأنا في ذلك الحين.. لم أكن أعرف حقيقة المادة، ولا حقيقة الحركة.. واستدعائي لأرسطو من الزمن البعيد ليشاركني دجلي وكذبي نوع من الكذب على نفسي وعلى جمهوري وعلى أرسطو نفسه.. فالمادة والحركة المرتبطة بها لا تزال محل بحث من علوم عديدة.. وكل ما وصل إليه أهل عصري حولها لا يساوي شيئا أمام ما وصل إليه أهل العصور التالية.. وكل ما وصلوا إليه لا يساوي قطرة من حقيقتها التي لا يعلمها إلا الله .. وهي فوق ذلك كله صورة من صور الوجود.. وصور الوجود لا يقدر العقل أن يحصرها.. فالممكنات لا حدود لها.

إن مثلي في ذلك مثل رجل لم ير في حياته إلا الحيوانات الأليفة.. فإذا ما جاءه شخص وقال له: ما دام يوجد في الطبيعة هذه الأنواع من الحيوانات، فلا مانع عقلا من أن

نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 113
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست