responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 114

يوجد غيرها، وبأشكال مختلفة.. فراح يكذبه، ويقول له: لا وجود إلا لما أراه، ويستحيل أن يوجد غيره.. فأيهما صاحب العقل المنطقي، وأيهما صاحب العقل المخادع؟

دعكم من هذا المثال، فأنا أعلم أن هناك من العقول المخادعة من سيجادل فيه.. سأضرب لكم مثالا بسيطا آخر.. هو عن ذلك الذي نسميه فراغا، وقد نسميه عدما، وقد نضرب به الأمثلة على عدم وجود الأشياء.. لقد كنت أفعل هذا مع طلبتي، فأشير لهم إلى الفراغ، وأقول لهم: كما أن هذا الفراغ معدوم، وليس شيئا، فالله كذلك معدوم وليس شيئا.. والعلة الجامعة بينهما هي عدم إدراكنا لهذا الفراغ.

وقد كنت أستند في هذا إلى ما قاله [ديمقريطس] في القرن الخامس قبل الميلاد، فقد عرف الفراغ أنه [ما ليس موجوداً]

لكن العلم أثبت بعد ذلك[1] أنه لا يصح لعاقل أن يقول بأن هذا الفراغ الذي نراه عدم.. بل ذكروا أنه لا وجود للفراغ أصلا، بعدما اكتشفوا أن كل جزء من أجزاء الكون مهما كان صغيراً مشغول دائماً بالطاقة، مثل طاقة الضوء أو الأشعة الكونية أو الأشعة الراديوية وغير ذلك .. واكتشفوا أن الكون غني بالبناء، ففي كل ميليمتر مكعب هناك نوع من المادة والطاقة، ولا وجود للفضاء أبداً.‌

واكتشفوا أن طاقة الفراغ ـ الذي كنا نتوهمه عدما ـ شيء عظيم فوق ما يتصوره البشر، وهي تملأ الكون، وتتحكم بحركة المجرات، ولولا وجود هذه الطاقة لانهار الكون، ولم يستمر أبداً.

ليس هذا فقط ما أرد به على نفسي وعقلي المخادع.. فهناك ردود كثيرة، وكلها تتسم بالعقلانية والمنطقية والعلمية.. ولكن الوقت لا يسعفني لذكرها الآن .. ولعلكم ستمعونها


[1] انظر مقالا بعنوان: الفراغ الكوني...القوة التي تحمي العالم، مجلة الثورة، بتاريخ: 13-8-2013.

نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 114
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست