responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 115

من غيري.

سكت قليلا، ثم راح يقول: في تلك الأيام التي كنت أدافع فيها عن الإلحاد كنت أنظر إلى حواسي الخمس بكل ألوان الزهو والتعظيم، وأتصور أنها وحدها يمكنها أن تختصر لي الوجود.. كنت أقول ـ وأنا أنظر إليها بكل كبريائي وغروري ـ وأنا أخاطب المؤمنين: (إن من يعتمد طريقتكم في التفكير يقبع خارج العقل تماما، وهو فريسة للجنون.. من يتبنّى ويتعاطى هذا النمط من التفكير المُهيّئ لإثبات وجود الله، هو مجنون بالمعنى الأكثر صرامة للكلمة، تماما مثل من هو مقتنع بأن 2×2=5)[1]

وكنت أقول: (كيف لا يخرج عن طور العقل مَن يدّعي أنه يمكن أن يكون هناك موجود ذو طبيعة مختلفة عن تلك التي تُدرَك حسيّا، والتي هي خاصة بما هو موجود بالنسبة إلينا؟)

وكنت أقول: (التصريح بنسبوية الحكم بخصوص الوجود، هو مطابق للتصريح بواحدة من هذه الأقوال: ما الجسم؟ كل ما هو ممتدّ في المكان.. لكن، حذاري، هكذا هو الجسم بالنسبة إلينا؛ إلا أنه من الممكن ربما، بالنسبة إلى كائنات أخرى، لأمكنة أخرى، أو في ذاتها، أن توجد أجسام دون امتداد.. ما الشيء الصّلب؟ هو الجسم الذي يقاوم الاختراق. ومن قال إنه لا يمكن أن يوجد جسم صلب آخر، ذو طبيعة أخرى، يمكن اختراقه دون ملاقاة أية مقاومة.. ما الزمن؟ إنه عدد الحركة بحسب السابق واللاحق. لكن ما يمنع من أن يكون سَهم الزمن الذي ينتقل من الماضي إلى المستقبل، مرورا بالحاضر، هو كذلك فقط بالنسبة إلينا نحن؛ وأنه في أمكنة أخرى، الزمن يسير من المستقبل إلى الماضي، والشخص يبدأ بالموت وينتهي في رحم أمه، والتاريخ كله يسير في اتجاه تراجعي، والمستقبل، رغم أنه يتم


[1] دفاعا عن الالحاد: ص29.

نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 115
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست