نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 125
بشرية أو إلهية، جماعية أو فردية)..
وقلت: (تتضمن فكرة الإله التخلي عن العقل والعدالة، إنها النفي الأكثر حسماً
للحرية الإنسانية. وتنتهي بالضرورة إلى إستعباد الجنس البشري في كل من النظرية
والتطبيق)
وهكذا دعوت في كتابي [سلطة الدولة
والفوضى] الذي نشرته سنة (1873) إلى الفوضى المطلقة.. لأنني لبلاهتي لم أكن أتصور
الحرية إلا في الفوضى.. لقد اعتبرت التدين جنونا جماعيا.. واعتبرته الثمرة الفجة
لوعي الجماهير المتهورة.. أما الكنيسة، فقد اعتبرتها المكان الذي يلتمس فيه
المتهورون السُّلْوان لتجاوز تعاساتهم اليومية.. ولذلك دعوت إلى أن تنسف الدولة
أولاً، وأن يستبعد مبدأ السلطة من حياة الناس حتى تسير البشرية إلى مملكة الحرية.
سكت قليلا يسترجع أنفاسه، ثم قال: لست
أدري على من ألقي اللوم .. هل على عقلي الكسول الذي لم يبحث في الأديان والفلسفات
ليكتشف الحقيقة، ويسير في حياته وفق مقتضاها.. أم على البيئة التي كنت أعيش فيها،
والتي جعلتني أبحث عن كل السبل للتمرد عليها.. وبما أن الكنيسة كانت هي السلطة
العليا، فقد وجهت جهدي كله لمحاربتها.. ومحاربة كل الأديان معها.. بل محاربة الله
نفسه.
لا أكتمكم أنني في بداية حياتي رحت
للكتاب المقدس لعلي أجد فيه السلوى.. لكني اصطدمت بما فيه.. فلذلك رحت أنبذه وأنبذ
معه كل الأديان والفلسفات والعقول.
لقد ذكرت ذلك في كتابي عن الله والدولة..
فقد قلت فيه: (يُعتبر الإنجيل كتابًا ملفتًا وعظيمًا في كونه أقدم التجليات
الباقية عن الحكمة والوهم الإنساني، وهو يعبر عن هذه الحقيقة بسذاجة شديدة من خلال
خرافة الخطيئة الأولى)
أجل .. لقد كانت تلك العقائد الكنسية
المرتبطة بالخطيئة الأولى، ووراثة الإنسانية لها هي السبب الأول الذي جعلني أتمرد
على الله، وأسخر منه، ومن كتبه المقدسة، لقد قلت
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 125