نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 126
في ذلك: (كان يهوه، الوحيد من بين بقية
الآلهة الذي حظي بتقديس الإنسان له، الأكثر غيرة وغرورًا وضراوة وظلمًا ودمويةً
واستبدادية وعدائية تجاه الكرامة والحرية الإنسانية.. وقد خلق يهوه آدم وحواء
بدوافع نزوة لا نعلم ماهيتها، وبما لا يقبل الشك قد يكون بدواع قتل الوقت الذي يثقل
عليه في عزلته الأنانية الأبدية، أو ربما ليخلق عبيدًا جددًا، وبكل كرم وضع تحت
تصرفهم الأرض كلها بكامل خيراتها ووضع حدًا واحدًا أمام التمتع الكامل بهذا الكرم؛
فقد منعهم بكل وضوح من لمس شجرة المعرفة على أمل أن يبقى الإنسان المحروم من أي
فهم لنفسه وحشًا أبديًا جاثيًا على قوائمه الأربع أمام الرب الأبدي خالقه وسيده)
وكل ما ذكرته في هذا أوهام جرني إليها
حقدي لا عقلي.. فإن كان العقل يقر بكون الله موجودا وخالقا، فإنه من العظمة والعلم
والخبرة ما لا يحتاج معه أن يسأل عن سر خلقه.. فالحكيم لا يفعل إلا ما تدعوه إليه
حكمته.. والكريم لا يفعل إلا ما يتطلبه منه كرمه.. والطبيب لا يسأل عن سر الدواء
المر الذي يعطيه للمريض، ولا عن سر الحمية الثقيلة التي يكلفه بمراعاتها.
كان في إمكاني أن أفهم أن سر النهي عن
الأكل من الشجرة مرتبط بحكمة الله.. وأن الله الرحيم الطبيب الخبير بعباده هو الذي
نهى عن ذلك.. لكني لم أفعل لعقلي الكسول أولا.. ولتلك التحريفات التي وردت في
الكتاب المقدس ثانيا.. والتي اعتبرت الشجرة المنهي عنها هي شجرة المعرفة..
ولهذا رحت أمجد الشيطان، لكونه هو الذي
دعا إلى الأكل من الشجرة، فقلت: (وهنا يأتي دور الشيطان، المتمرد الأبدي والمفكر
الحر الأول ومحرر العوالم، هو من يجعل الإنسان يشعر بالعار من جهله وخضوعه الوحشي،
هو من يحرره ويدمغ على جبينه ختم الحرية والإنسانية عندما يدفعه إلى عدم الطاعة،
وتناول ثمار المعرفة)
طبعا أنا لم أكن أؤمن .. لا بالله .. ولا
بالشيطان.. ولا بشيء مما ورد في الأديان..
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 126