نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 127
ولكني كنت أسخر فقط من المتدينين، ومن
إيمانهم بالله، والذي اعتبرته طول حياتي وهما لا وجود له.
لكني كنت أذكر أنني إن كنت مخيرا بين
تمجيد الله في حال وجوده، أو تمجيد الشيطان، فإنني أميل إلى تمجيد الشيطان.. لأنه
أتاح للإنسان أن يأكل من شجرة المعرفة التي نهاه ربه عنها[1]
.
سكت قليلا، ثم قال: ليس هذا فقط ما انحرف
بي عن الدين.. وجعلني ألحد بالله.. هناك أشياء أخرى كثيرة في الكتاب المقدسة.. ومن
بينها تلك الصفات التي وضعت لله.. والتي تجعله عاجزا عن أن يفعل شيئا.. لقد قلت في
ذلك.. وفي أثناء حديثي عن قصة بداية خلق الإنسان كما وردت في الكتاب المقدس: (نحن
نعلم ما حدث بعد ذلك، فالله الخيِّر الذي يتمتع بالبصيرة كإحدى قدراته الإلهية،
فشل في رؤية ما سيحدث ودخل في حالة غضب عظيمة وسخيفة، ولعن في إثرها الشيطان والإنسان
وكل العالم الذي خلقه بنفسه، وأصاب بذلك نفسه تمامًا كما يفعل الأطفال عندما
يغضبون.. لم يكتف فحسب بقتل
[1]
وهذا يذكر بموقف صادق جلال العظم ـرغم إلحاده- من إبليس، فقد كتب كتابا سماه
(مأساة إبليس)، ومما جاء فيه قوله في (ص85): (يجب أن نرد له اعتباره بصفته ملاكاً
يقوم بخدمة ربه بكل تفان وإخلاص!... يجب أن نكف عن كيل السباب والشتائم له، وأن
نعفو عنه ونطلب له الصفح ونوصي الناس به خيراً)
هذا
مع العلم أنه صرح في بداية كلامه أنه لا يعترف بوجود إبليس لأنه لا يعتقد أصلاً
بوجود خالقه ولكن بحثه ـكما يدعي- (ص57): (يدور في إطار معين لا يجوز الابتعاد عنه
على الإطلاق؛ ألا وهو إطار التفكير الميثولوجي الديني الناتج عن خيال الإنسان
الأسطوري وملكاته الخرافية) فهو يريد دراسة شخصية إبليس (باعتبارها شخصية
ميثولوجية أبدعتها ملكة الإنسان الخرافية، وطورها وضخمها خياله الخصب) (ص 57)
وقد
ذكر الشيخ محمد حسن آل ياسين في كتابه [هوامش على كتاب نقد الفكر الديني: ص61] بأن
بحث العظم عن إبليس: (لم يكن من بنات أفكاره، ولا من وحي ثقافته العلمية، وإنما
استقى خطوطه الأساسية من بحث المستشرق [ترتون] عن الشيطان، وبحث المستشرق [فنسنك]
عن إبليس المنشورين في الانسكلوبيديا الإسلامية)، انظر البحثين في دائرة المعارف
الإسلامية (14/46-57)
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 127