نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 236
كارل ماركس:
ما هي إلا لحظات حتى قام رجل
آخر تبدو عليه ملامح كارل ماركس[1]
بلحيته الطويلة، لكن وجهه كان مشوها جدا بفعل الضربات الكثيرة التي تلقاها، وقد
كانت لحيته حمراء، وكل شيء فيه كان أحمر قانيا.
وقف، وقال: أنا كارل ماركس.. أنا المصارع الأعظم لله.. أنا صاحب (المادية
الجدلية).. تلك التي تلخص حقائق الوجود في هذا الشعار الذي ابتدعته، ورحت أنشره
بين العالم (لا إله والكون مادة).. وأنا صاحب شعار (وحدة العالم تنحصر فى ماديته)..
وغيرها من الشعارات الكثيرة التي راح أتباعي ينعقون بها من غير أن يفهموها، ولا أن
يقتنعوا بها.. فقد كان يكفيهم أن يكون قائلها المصارع الأكبر لله وللوجود وللقيم.
أنا صاحب قانون (المادة
سابقة فى الوجود على الفكر).. وصاحب قانون (لم يكن هناك وقت لم تكن المادة موجودة
فيه، وليس هناك وقت لا تكون المادة موجودة فيه).. وصاحب قانون (الإنسان نتاج
المادة).. وصاحب قانون (الفكر نتاج الدماغ والدماغ مادة)..
وهكذا راح عقلي المستكبر
يفرض قوانينه على الوجود، وهو لا يعرف أبسط الحقائق المرتبطة بإنسانيته ولا
كينونته، بل لا يعرف أدنى الحقائق المرتبطة بجسده.. ومع ذلك راح بكبريائه يضع
القوانين، لا قوانين بيئتة أو المكان الذي وجد فيه فقط.. وإنما قوانين الكون
جميعا.. بل قوانين الوجود جميعا..
قام يفعل ذلك، وهو سكران
بخمرة النعم الكثيرة التي أفاضها الله عليه، وبدل أن يشكرها، ويعرف حقها، راح
يزاحم صاحبها ويحاربه ويصارعه.
ولم أكتف بذلك، بل رحت أفرض
الصراع على المجتمعات، وعلى حركة التاريخ،
[1] كارل ماركس (1818-1883م)، وهو
فيلسوفٌ ألماني واجتماعي وثوري محترف، كان المؤسس الرئيسي لحركتين جماهيريَّتين
قويتين هما: الاشتراكية الديمقراطية، والشيوعية الثورية.
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 236