responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 318

آخذ من وقتكم الكثير.

أردتم أن أحدثكم اليوم عن إلحادي.. ولست أدري من أين أبدأ مع كوني نلت شرف لقب [كاهن الإلحاد الأكبر].. ومع كوني أسست المؤسسات، وألفت الكتب، وشكلت الجمعيات، واستعملت كل الوسائل للدعوة إلى الإلحاد.

ربما أحسن بداية أبدأ بها هي ما وقع لي في مناظرتي مع بروفيسور الرياضيات المسيحي [جون لينوكس]، والمعنونة بـ [هل دفن العلم الله؟].. لقد كان المناظر قوي الحجة، ولم أستطع ـ مع براعتي في المناقشات ـ التفلت منه، ولا مواجهة أدلته، ولذلك اضطررت إلى الاعتراف بأني لست ملحداً صرفاً.. وربما كان ذلك أصدق تعبير عن حقيقي التي حاولت أن أخفيها عن الناس.

وقد عبرت عن هذا في الشعار الذي رفعته للدعوة إلى الإلحاد، والذي ألصقته على وسائل النقل العام في لندن، وقلت فيه: (على الأرجح ليس هناك إله، فتوقف عن القلق، واستمتع بحياتك)

لكني مع ذلك كنت أكابر، وكنت أحاول إقناع نفسي وقرائي بأن الحقيقة لا تكمن إلا في الإلحاد.. لقد قلت في مقدمة كتابي [وهم الإله]: (لو كان لكتابي هذا مفعوله الذي بذلته له: سيُلحد المؤمنون قبل أن يضعوه جانبا)[1].. ووضعت على غلافه هذه العبارة: (إذا لم يُغير هذا الكتاب العالم، فالويل لنا جميعا)

هذه هي حقيقتي التي كنت أخفيها بالكتب التي أؤلفها، والصيحات التي كنت أصرخ بها.. لأنه لا يمكن لأحد أن يجزم بعدم وجود الإله.. فلا أحد يملك دليلاً يقينيًا على ذلك، ولذلك نلجأ ـ معشر الملاحدة ـ في أحسن أحوالنا للإيمان بـ (غيبٍ) آخر غير الغيب الديني..


[1] وهم الإله، ص5.

نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 318
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست