نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 37
الخامس عشر أوامره إلى النائب العام
أن يتخذ الإجراءات فوراً.. وشجب برلمان باريس سبعة كتب من بينها كتابي [فضح أسرار
المسيحية ومنهج الطبيعة]
وقد كان من المبررات التي وضعها
لمصادرة كتابي هذا وكتبي الأخرى: كونها مليئة بالتخريف، محرضة على الفتنة، نزاعة إلى
القضاء على كل فكرة عن الألوهية، وإلى إثارة الشعب للتمرد على ديانته وحكومته،
والقضاء على كل مبادئ الأمن العام والأخلاق، وصرف الناس عن واجب الطاعة والإذعان
لمليكهم.
كان يمكن أن أكون قد ذبحت أو أحرقت
أو اعتقلت بسبب كتبي تلك .. لكن كل ذلك لم يحصل .. وكأن الله كان يعطيني الفرصة
تلو الفرصة لأصحح معتقداتي، وأترك أحقادي، وأتعامل مع الحقيقة بكل شفافية
وموضوعية.. لقد عرف الكثير من الناس أنني أنا [دي هولباخ] هو المؤلف .. لكنهم كتموا
السر لمدة عشرين عاماً.. ولم أتب طيلة تلك المدة.
لقد وصل كتابي [منهج الطبيعة]
مهرباً من هولندا، وتهافت على شرائه جمهور كبير يشمل ـ كما ذكر لي صديقي العزيز
المتنور [فولتير] ـ العلماء والباحثين والجهّال والسيدات.. وسر به ديدرو، وقال
عنه: (إن ما أحب هو فلسفة واضحة محددة صريحة مثل تلك الموجودة في كتاب [منهج
الطبيعة]، والمؤلف ليس ملحداً في أي من الصفحات، وهو ربوبي في بعضها، وفلسفته تجري
على نسق واحد)[1]
لست أدري هل كان يكذب على نفسه أم
على القراء، أم أنه لم يقرأ الكتاب إطلاقا، أو لم يكن لديه أدوات فهمه.. فأنا كنت ملحداً
في كل صفحات الكتاب.. وكنت أصرح بذلك، لكن حقدي على رجال الدين كان طاغيا على
الكتاب..
لقد قلت في مقدمة الكتاب أبين فيه
دوافعي لتأليفه: (إن مصدر شقاء الإنسان وبؤسه
[1] انظر المواقف من الكتاب
في: قصة الحضارة (38/ 140)
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 37