نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 39
محاولات لتشخيصها أو تجسيدها، إنه
يحددها ويعرفها بأنها الكل الأعظم الذي ينتج من اجتماع المادة في مجموعاتها
المختلفة. وهذا هو الاسم المحبب لدى دي هولباخ للكون، فهو يعرف المادة في حرص وحذر
بأنها بصفة عامة، كل ما يؤثر على حواسنا بأي شكل كان)[1]
ثم اقتبس من كتبي هذه القوانين التي
لا يزال الملاحدة يتعلقون بها: (كل شيء في الكون في حركة دائبة.. وجوهر المادة هو
أن تعمل، وإذا تأملناها في يقظة تامة لاكتشفنا أنه ليس ثمة جزء صغير فيها ينعم
بسكون مطلق، وكل ما يبدو لنا أنه ساكن لا يبقى ولو للحظة واحدة على نفس الحالة،
وكل الكائنات تتناسل وتتكاثر وتتناقص وتتفرق باستمرار.. إن أشد الصخور صلابة تتصدع
بدرجات متفاوتة أمام لمسات الهواء.. إن هذا الكل لا يقدم لمجال تأملنا وتفكيرنا
إلا مجرد تعاقب ضخم متصل غير متقطع لأسباب ونتائج.. وكلما ازدادت معرفتنا وجدنا
أبلغ دليل على أن الكون يعمل من خلال الأسباب الطبيعية وحدها. وقد يكون من العسير
أن ندرك كيف أن المادة الجامدة يمكن أن تكون فيها حياة، ولكن يكون من الأصعب أن
تصدق أن الحياة خلق أو نتاج خاص لوجود خفي خارج عن الكون المادي)
هذا بعض ما ذكرته في ذلك الحين،
وأنا أعزل عقلي تماما عن الحقيقة العظمى .. حقيقة وجود الله .. ذلك أني أعطيت
الطبيعة ما لا تستحق، وما لا تقدر عليه.. فكيف تكون القوانين الطبيعية فاعلة، وهي
صماء بكماء عمياء [2]
.
لهذا كنت
شديد النفور من اسم [الله]، وكنت شديد الحساسية منه، مع
أني كنت أعطي الطبيعة جميع وظائف الله.. ولو أني أبدلت اسم الطبيعة باسم الله
لتخلصت من إلحادي، لكني كنت أرفض ذلك.. وكنت أذكر لمحدثي أن لفظتي [الله] و[يخلق]
ينبغي أن