نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 40
تختفيا تمامًا من لغة الذين يريدون
أن يتحدثوا بلغة مفهومة، فهاتان اللفظتان أبتدعهما الجهل، و(أن صديق الجنس البشري
لا يمكن أن يكون صديقًا للإله الذي كان في كل الأوقات سوطًا مُسلطًا على الأرض)
أذكر جيدا أنه في سنة 1704م عندما
أصدر [صامويل كلارك] كتابه [مبحث عن وجود الله وصفاته]، ونسب لله الصفات الواجبة
له مثل الخلود والقدم واللامحدودية واللانهائية، ضحكت من ذلك، وقلت بكل كبرياء ردا
عليه: (إن جميع الصفات التي نسبتها يا كلارك لله غير قابلة للفهم، بل هي تنطبق على
المادة والطبيعة بصورة أوضح)
لم يتوقف تأليهي للطبعية عند ذلك
الحد، بل رحت أناجيها كما يناجي المؤمنون الله، فقد قلت في فقرة ختامية من كتابي [منهج
الطبيعة] أناجيها، وكأنها الله نفسه: (أيتها الطبيعة، يا سيدة كل الكائنات.. إن
بناتك الفاتنات الجديرات بالتوقير والعبادة.. الفضيلة والعقل والحقيقية.. يبقين إلى
الأبد معبوداتنا الوحيدات.. إن إليك تتجه كل تسابيح الجنس البشري وينصب عليك
ثناؤه، وإليك يقدم كل ولائه وإجلاله)
وكان من تجليات تأليهي للطبعية
قولي: (إن صديق الجنس البشري لا يمكن أن يكون صديقاً للإله الذي كان في كل الأوقات
سوطاً مسلطاً على الأرض.. إن رسول الطبيعة لن يكون أداة الأوهام المظللة التي تجعل
الدنيا مقراً للخداع.. إن من يقدس الحقيقة لن ينسجم مع الزيف والباطل.. إنه يعلم
أن سعادة الجنس البشري تقتضي بشكل لا رجعة فيه، تقويض صرح الخرافة المظلم المقلقل
من أساسه، لكي يقيم على أطلاله معبداً للطبيعة ملائماً للسلام.. هيكلاً مقدساً
للفضيلة.. فإذا ذهبت جهوده أدراج الرياح وإذا لم يستطع أن يبث الشجاعة في الكائنات
التي اعتادت أن ترتعد فرائصها جبناً، فإن له على الأقل أن يفاخر بتجاسره على أن
يقوم بالمحاولة)
لذلك كله أطلق علي المعاصرون لي..
والذين شاهدوا صلفي وكبريائي على الله هذا
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 40