نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 41
اللقب الذي كنت أتصف بكل مقتضياته
[العدو الشخصي لله].. بل أنني أنا الذي كنت أدعوهم إلى إطلاقه، وأفرح بذلك.
وقد سرى موقفي من الله إلى موقفي من الإنسان
.. ذلك الكائن المعقد العجيب.. فقد قلت فيه: (الإنسان كائن مادي صرف خاضع لنفس
القوانين التي تحكم سائر العالم.. وكيف يتسنى لجسم مادي وذهن غير مادي أن يتفاعل
كل منهما مع الآخر؟)
وذكرت أن (الروح مجرد تنظيم الجسم
ونشاطه، ولا يمكن أن يكون له وجود مستقل.. وأن القول بأن الروح ستحس وتفكر وتنعم
وتعاني بعد فناء الجسم مثل الزعم بأن الساعة التي تتهشم إلى ألف قطعة تستمر في دقاتها
ساعة بعد ساعة!)
قلت هذا طبعا مدفوعا بمعارفي
الطبيعية المحدودة، وإلا فإن قدرة الله التي أوجدت كل شيء لا يستحيل عليها أن تربط
الروح بالجسد، أو بأي شيء آخر..
لكن كبري وغروري ومالي الكثير
والوجهاء الذين كانوا يملأون علي قصري .. حجبونني عن رؤية الحقيقة التي يدل عليها
كل شيء.
لقد رحت ـ أنا القزم الحقير ـ أصور
قدرة الله المطلقة من خلال معارفي العلمية البسيطة التي ثبت جهل الكثير منها في
العصور التالية..
لقد أنتجت تلك التصورات التي ألغيت
فيها الله، وعبدت فيها الطبيعة تصورات كثيرة منحرفة، كان لها أثرها بعد ذلك على من
بعدي من الملاحدة والماديين واللادينيين، منها ـ مثلا ـ ما ذكرته في الفصل الحادي
عشر من كتابي.. فقد ذكرت فيه رؤيتي للحتمية الطبيعية.. أو القضاء والقدر الذي
تفرضه الطبيعية.. أو الجبرية الطبيعية.
لقد قلت موضحا لهذا المذهب المصادم
للحرية الإنسانية: (إن حياة الإنسان قضت عليه الطبيعة برسنه على سطح الأرض دون أن
يكون لديه القدرة على الانحراف عنه قيد أنملة.. أنه ولد دون رضاه.. أن كيانه أو
تنظيمه لا يتوقف البتة على نفسه.. إن الأفكار التي
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 41