نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 56
نفسي، مع أني في حقيقة أمري لم يكن لي
من دافع سوى عقدي النفسية التي ولدتها البيئة الاجتماعية والفكرية التي عشت فيها،
والتي غذتني بلبان التدين المتطرف.
وأنا لا أرمي بأخطائي على بيئتي فقط..
بل أبدا بنفسي .. نفسي الأمارة بالسوء.. فقد كانت تراودني كل حين.. وكانت تتزين لي
.. ولم أكن أملك إلا أن أخضع لها.. فكنت أملأ صفحات كتبي مدحا لها وثناء عليها،
وكبرياء بها..
لقد كنت مزهوا بها لدرجة أنني رحت أطالب
الجميع ـ حتى في فترة إيماني ـ بأن يروا نفسي المتكبرة، ويقدروها، ويعرفوا مكانتها..
لقد كتبت في تلك المرحلة قصائد كثيرة في
مدحها وتعظيمها.. منها قولي[1]:
لو أنصفوا كنت المقدم في الأمر
***
***
ولم يطلبوا غيري لدى الحادث النكر
ولم يرغبوا إلا إليّ إذا ابتغوا
***
***
رشاداً وحزماً يعزبان عن الفكر
ولم يذكروا غيري متى ذكر الذكا
***
***
ولم يبصروا غيري لدى غيبة البدر
فما أنا إلا الشمس في غير برجها
***
***
وما أنا إلا الدر في لجج البحر
متى جريت فكل الناس في أثري
***
***
وإن وقفت فما في الناس من يجري
وقلت مرة يثني على نفسه بأبيات ركيكة
بعدما قرأت كتاباً للمتنبي فكتبت على هامشه:
كفى أحمداً أني نظرت كتابه
***
***
لأن يدعي أن الإله مخاطبه
ولو شامني أني قرأت كتابه
***
***
لقال إله الكون إني وخالقه !!
وقلت:
حاشا لهم أن يعدلوا بي واحدًا
***
***
من بعد ما وضحت لهم أنبائي
وأُعيذهم من أن يعيل أديبهم
***
***
وأديب كل الناس في النعماء