نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 61
لعل هذا هو السبب الأكبر فيما حاق بي..
وهناك أسباب أخرى كثيرة، منها أنني، وبعد تأليفي لمجموعة كتبي في الرد على الصوفية
والشيعة.. وحول تمجيد الوهابية وتعظيمها.. وبعد أن لاقيت القبول الحسن من قومي
الذين راحوا يمجدونني ويثنون علي.. دعيت ونفر من قومي الذين التحقوا بالأزهر مع
كبير مشايخ قومنا.. لن أسميه لكم.. فلن ينفعكم اسمه.. طلب منا أن نجلس إليه ليحمي
عقائدنا مما تسرب إليها من ضلالات الأزهر.
وقد كان ذلك المجلس وحده كافيا لأطلق تلك
الآراء الرعناء المتخلفة الوثنية التي ينشرها قومي، لأستبدلها بعقائد أفضل وأكرم
وأكثر عقلانية.. لكني لم أفعل.. لأني كنت أتصور أن الإله إما أن يكون بالصورة التي
صورها قومي.. وإما أن لا يكون موجودا.
وقد كانت الصورة التي صورها قومي، والتي
وضحها لنا الشيخ في منتهى الدجل والخرافة .. فلذلك رحت أنفر منها، لأقع في
الإلحاد.
سأذكر لكم بعض ما قال.. لقد روى لنا
حديثا في منتهى الغرابة .. وهو أن حبرا من الأحبار جاء إلى رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)،
فقال: يا محمد: إنا نجد أن الله عز وجل يجعل السموات على إصبع، والأرضين على إصبع،
والشجر على إصبع، والماء والثرى على إصبع، وسائر الخلائق على إصبع. فيقول: (أنا
الملك)، فضحك رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) حتى بدت نواجذه، تصديقا لقول الحبر، ثم
قرأ رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ
جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ
بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَإلى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [الزمر: 67][1]
ذكر هذه الرواية ليبين عظمة الله، وأن
رسول الله a ضحك تصديقا لليهودي، فقلت له: ألا ترى يا شيخا أن تفسير ضحك رسول
الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
بذلك لا يستقيم مع الآية الكريمة التي قرأها.. ولهذا فقد يكون رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
ضحك لخفة عقول اليهود، ولعدم تقديرهم لله حق