نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 62
قدره.
وقد كنت قرأت في الأزهر أن الفخر الرازي قال
ـ تعليقا على الرواية ـ نقلا عن الزمخشري صاحب (الكشاف) ـ: (وإنما ضحك أفصح العرب
لأنه لم يفهم منه إلا ما يفهمه علماء البيان من غير تصور إمساك ولا إصبع ولا هز
ولا شيء من ذلك، ولكن فهمه وقع أول كل شيء وآخره على الزبدة والخلاصة، التي هي
الدلالة على القدرة الباهرة، وأن الأفعال العظام التي تتحير فيها الأوهام ولا
تكتنهها الأذهان هينة عليه)
غضب الشيخ غضبا شديدا لترديدي لأسماء
يمقتها ويكفرها من أمثال الرازي والزمخشري، وقال: أرى أن لوثات الأزهر علقت في
رأسك.. وتحتاج إلى التخلص منها حتى يخلص لك دينك، وحتى لا تقع في الشرك الأكبر.
قلت له: وما علي أن أفهم من الحديث حتى
يخلص لي ديني؟
قال: أن تفهمه كما هو .. كما يفهمه
العوام.. فهذا الحديث قد نص على عقيدة من العقائد الكبرى التي اتفق عليها سلف أهل
السنة وخلفهم.. وهي أن الله يجعل السموات على إصبع، والأرضين على إصبع، والشجر على
إصبع، والماء والثرى على إصبع، وسائر الخلائق على إصبع.. أي أن الله له خمس أصابع..
ويوزع عليها كل أولئك المخلوقات.. ألا يكفيك هذا لبيان عظمة الله؟
كبر أصحابي لقول الشيخ إلا أنا.. فقد رحت
أقول له: ولكن عند عرض هذا الحديث على العلم يتبين لنا مدى ضحالة ما طرحه اليهودي
من معان.. فقد ذكر أن الله تعالى (وضع السموات على إصبع، والأرضين على إصبع،
والشجر على إصبع، والماء والثرى على إصبع، وسائر الخلائق على إصبع)، انطلاقا من أن
السموات في حجمها ـ في تصوره ـ تساوي الأرض، ولذلك وضعت السموات جميعا بنجومها
ومجراتها في أصبع، والأرض في أصبع أخرى.. وكأنها تساويها في الحجم أو الكتلة ..
وهذا خلاف الحقائق العلمية التي
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 62