نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 65
باطل يرده قول الله تعالى (إن الله
يمسك السموات والأرض أن تزولا) وقوله تعالى (ومن آياته أن تقوم السماء والأرض
بأمره) فالسماء قائمة بأمر الله تعالى وإمساكه لها من غير عمد والأرض قائمة بأمر
الله تعالى وإمساكه لها من غير سلاسل)[1]
بعد أن قال لي هذا.. انهار كل البنيان
الديني الهش الذي كنت بنيته لنفسي، وبناه لي قومي.. وكان في إمكاني أن أعود إلى
الأزهر لأصحح الأخطاء الكثيرة التي أوقعني فيها قومي.. فقد كان فيه أعلام كبار
يجمعون بين الدين والعلم، ولا يقولون بالتناقض بينهما.. وكان في إمكاني أن أذهب إلى
الحوزات العلمية، لأستمع لكلام المتكلمين والفلاسفة عن تنزيه الله عن كل سمات
الجسمية والحدوث.. لكني لم أفعل.. لأني كنت قد بدأت بالصراع معهما، قبل أن أكتشف
الخدعة الكبرى التي كنت ضحية لها.
لقد كتبت معبرا عن ذلك، وعن التصورات
التي بثها في نفسي مشايخ طائفتي، أقول: (إن البشر يضعون في اذهانهم صورة للإله،
لو انها
تجسدت كائناً حياً خارجياً مرئياً يعمل في الكون والحياة والمجتمع الذي يعيشون فيه
على المكشوف والرؤية، ويعاملهم بالصفات التي تخيلوها وتمنوها له لأصبح لديهم أبشع
كائن لا يمكن أن يقبلوا التعامل معه، ولا أن يكون لهم صديقاً وعليهم حاكماً، ولا
أن يكون مجرد مواطن لهم، بل لكان محتوماً ان يحكموا عليه بالإعدام. ولا يوجد بين
المؤمنين بهذا الإله على النحو الذي تصوروه من يرضى لنفسه بأن يعيش بالصفات التي
اختاروها وألفوها له، أو يرضى بأن يكون إلهاً هذا الإله)[2]
وقلت: (كل الناس يعبرون عن عقائدهم ومذاهبهم ويفسرونها
باستعداداتهم ورغباتهم لا بنصوص ولا بروح تلك العقائد والمذاهب ـــ بل لا يوجد من
يعبر عن دينه أو
[1] الصواعق الشديدة
على اتباع الهيئة الجديدة (ص: 58).