نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 66
مذهبه حين يعمل أو يفكر وإنما يعبر عن
وجوده، فصفات المجتمع هي التي تفسر دينه وتعبر عنه لا روح ذلك الدين ولا نصوصه،
كما أنها هي التي تصوغه، اذن فالأديان والمذاهب ليست مذمومة ولا ممدوحة إذا هان أهلها
أو عظموا، وكذا إذا انحرفوا أو استقاموا) [1]
كان في إمكاني بعد قولي هذا أن أقوم
برحلة للبحث عن الدين الحقيقي، أو عن الحقيقة في الأديان والمذاهب، لكنني لم أفعل
.. بل اعتزلت الدين كليا، واعتزلت أهله جميعا المحق منهم والمبطل، ورحت ألتمس أصحابا
جددا.. كان من أولهم تلك المرأة المتحررة [هدى الشعراوي]، التي جلست إليها كما
يجلس المريد إلى شيخه، فراحت تشنع على تلك العادات السخيفة التي ربطها قومي
بالدين، فاستعبدوا المرأة وأذلوها.. وكان في إمكاني أن أصحح لها الخطأ الذي وقعت
فيه.. وأذكر لها بأن ما عليه قومي ليس سوى عادات جاهلية بائدة لا علاقة لها
بالدين.. لكن نفسي نفرت أن تسب قومي، فراحت تسب الدين نفسه، وتتمرد عليه، على
الرغم من أن تشريعاته تحوي كل التكريم والصيانة والاحترام للمرأة وللإنسان ولكل
شيء.
لقد سألني بعض أصحابي عند خروجي من
عندها: من أين أقبلت؟ فقلت: من عند هدى شعراوي، فقال مستغربًا: هدى شعراوي؟ قلت:
نعم، قال: وما تصنع عندها؟ قلت: تعلمت منها علمًا لا يعرفه علماء الأزهر، قال:
ماذا تعلمت منها؟ قال: تعلمت منها كيف أحطم هذه الأغلال[2].
بعد ذلك اللقاء كتبت مجموعة كتب لي ..
أزعم أنها شريكتي فيها.. فقد كنت أضع صورتها بين عيني، وهي تحدثني عن تحطيم
الأغلال.. وبعدها أحول قلمي إلى معول، وأحطم به ما كنت أرى أنه أغلال .. ومن تلك
الكتب كتابي (هذه الأغلال).. و(أيها العقلُ