نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 67
مَن رَآك).. و(الإنسان يَعْصِي لهذا
يَصْنَعُ الحَضَاراتِ).. و(هذا الكون ما ضميره)
لقد بلغ من جنوني وتمردي أني رحت أخاطب
الشمس، وأطالبها بالتمرد على إلهها الذي خلقها، وعلى الوظيفة التي جبلت عليها،
وتقبلتها وهي طائعة.. لقد قلت في كتابي [هذا الكون ما ضميره]: (إن الشمس ـ هذا الجرم الأبله الهائل الذي هو أكبر وأضخم وأجمل كائن دميم نراه في هذا الكون ـ لو أنها كانت تستطيع الاحتجاج على نفسها، وعلى كينونتها، وعلى سلوكها المثير في بلادته، لكان من المحتوم أن تبحث عن بحر كوني يتسع لبدانتها الجوفاء، لكي تموت فيه منتحرة غرقاً!)
وقلت بجنون وبلاهة: (لقد ظلت الشمس ـ مجد هذا الكون الذي نراه ـ في وقفتها الطويلة الخرساء، وفي دورتها الغبية المتسكعة، تعرض بافتضاح جسدها المزخرف، مثلما تفعل أجهل غانية رخيصة مستهترة، وتبدد طاقاتها الجزافية التي لا تعرف كيف ولا لماذا ملكتها بلا حساب، أو ذكاء، أو تدبير. وتواجه هذا الكون، والناس، والآلهة، واالحشرات، والفراغ الرهيب العقيم دون
أن ترفض، أو تغضب، أو تبكي، أو تحزن، أو تمرض، أو تقاوم، أو تسأل: لماذا أنا، إلى
أين أساق، من فعل بي ذلك. لمصلحة من، ما الهدف، ما البداية، ما النهاية، متى
الاستراحة، من أين؟)
وقلت مخاطبا الكون جميعا أدعوه للتمرد:
(لماذا لم يرفض الكون نفسه، لماذا لم يمت انتحاراً، أو اشمئزازاً مما يمارس ويواجه
ويرى؟ لماذا لم يمت حزناً على المتألمين والمقهورين، وعلى الباحثين عن العزاء؟ إنه
لم يفعل، لأنه لايحتج)
هل رأيتم المدى الذي يصل إليه العقل الملحد..
العقل المغرور المكابر الذي يتعدى حده وطوره، ليتدخل فيما لا يعنيه، وفيما لا قدرة
له عليه..
كان في إمكاني، وأنا العربي البليغ، أن
أرجع إلى الرسالة التي أرسلها الله لي، وبين لي من خلالها سر الكون، ووظائف
المكونات، وأنها في عبودية تامة لله، وأنها في منتهى
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 67