responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 68

السعادة والسلام لأدائها لأدوارها التعبدية التي لا نفقهها.

وكان في إمكاني أن أرجع إلى عقلي، فأرى قصوره وضعفه، فلا أتجاوز به حدوده..

وكان في إمكاني أن أرجع إلى العلماء الكبار الذين أفنوا أعمارهم في صحبة الكون، وكيف هداهم الله بالنظر إليه إلى الإيمان..

لكني لم أفعل ذلك، لأني كنت خزانا مملوءا بالحقد الذي أعماني عن رؤية الحقائق، وعن التعبير عنها.. فرحت أدعو إلى التمرد على كل شيء.. ليصدق علي ما ذكره بعضهم عني من أن إلحادي [إلحاد انتقامي]، لا أساس له من العقلانية، ولا البحث ولا النظر..

لقد كان مخائيل نعيمة محقا حين قال عن كتابي (العالم ليس عقلا): (إنه كتاب هدم ونفي من الطراز الأول.. هدم الآلهة والأخلاق والفضائل والثورات والمثل العليا والغايات الشريفة، ولاعجب فأنت في أول فصل تنفي أن يكون لوجود الإنسان أي معنى، والذي لا يعرف لوجود الإنسان ولعبقريته أي معنى كيف يكون لكلامه أي معنى؟ إن قلمك ليقطر ألما ومرارة واشمئزازا وحقدا على خنوع الجماهير لا العباقرة، ولو كان لمثل حقدك أن تصنع قنبلة لكانت أشد هولا من قنبلة هيروشيما)

لم يكن ميخائيل وحده من اكتشف جنوني وعقدي.. بل كل المتنورين الذي كنت أحاول التقرب إليهم ضاقوا مني، ومن حماقاتي.. لقد قال حسين مروة، الاشتراكي القومي عني: (يبدو لي أن أول ما ينبغي إيضاحه منذ الآن، هو أنه لم يكن عسيرا علي، وليس عسيرا على أي قارئ غيري، اكتشاف كون المؤلف [عبد الله القصيمي] خاضعا في معظم أفكاره وتأملاته وخواطره إلى عدد من الضغوط النفسية والفكرية العنيفة، التي يصح أن نجعلها كلها في حالة أو وحدة تؤلف ما نسميه بالأزمة، إذا لم نسمها عقدة)

هل رأيتم كيف اعتبرني مجنونا ومعقدا .. يحق له أن يقول ذلك .. فأنا لم أكن إلا كذلك.. لكن غروري منعني أن أكتشف حقيقتي..

نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 68
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست