responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 69

ومثله قال أدونيس.. شيخ الحداثيين .. عني، فقد قال: (عبد الله القصيمي لا تستطيع أن تمسك به، فهو صراخ يقول كل شيء ولا يقول شيئا، يخاطب الجميع ولا يخاطب أحدا، إنه الوجه والقفا)

بل أنا عبرت عن نفسي، وعن أمراضها .. فقلت في كتابي (العالم ليس عقلا): (إن كل دموع البشر تنصب في عيوني، وأحزانهم تتجمع في قلبي، وآلامهم تأكل أعضائي .. ليس لأني قديس، بل لأني مصاب بمرض الحساسية)

وقلت: (دعوني أبكي، فما أكثر الضاحكين في مواقف البكاء، دعوني أحزن فما أكثر المبتهجين أمام مواكب الأحزان، دعوني أنقد فما أكثر المعجبين بكل التوافه، دعوني احتج على نفسي)

ليسوا كلهم انتقدوني.. بل فيهم من بالغ في مدحي والثناء علي، واعتبرني بطلا كبيرا.. وفيهم من هو موجود بينكم.. لكن الذي آلمني منهم صديق من أصدقائي قرأ كتابي [الإنسان يعصي لهذا يصنع الحضارات]، وتأثر به كثيرا.. لهذا راح يرتكب جميع المعاصي ليتحضر ويتنور..

لاشك أنكم تعرفونه، ولعله الآن بينكم .. إنه صديقي[1] [فهد بن صالح بن محمد العسكر [2]] ذلك الشاعر الكويتي الماجن، الذي سلك سبيلي في الدعوة إلى التمرد على


[1] طبعا لا نقصد الصداقة الزمانية، للفارق الزمني بينهما، وإنما نقصد به الصداقة التي نص عليها قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾ [التكوير: 7]

[2] هو فهد بن صالح بن محمد الظفيري، من مواليد 1917م في سكة عنزة في مدينة الكويت، وتوفي في 15 أغسطس 1951م، وهو شاعر كويتي، ويعد من الشعراء الرواد في الكويت، نشأ في عائلة متدينة، وكان والده إمام مسجد الفهد ومدرس للقرآن، ودرس في المدرسة المباركية في عام 1922 وخرج منها في عام 1930 ثم درس في المدرسة الأحمدية، قام بتأليف قصيدة مدح لعبد العزيز بن سعود، اتهم في حياته بالكفر بسبب أشعاره الممتلئة بالسخرية والمجون من الدين من أمثال الأبيات التي ذكرناها.

نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 69
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست