responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 71

[هذي هي الاغلال] الذي نشرته عام (1946م): (من المعلوم أن أوروبا يوم أن كانت مؤمنة بالكنيسة متدينة كانت في ذلك الهوان والضعف والعجز الذي نعرفه ونقرأه، فلما أن فرت من إيمانها وتنازلت عن ذلك الأمل الأخروي ! وجعلت الصناعة والتجارة والحياة الكبيرة القوية هي آلهتها التي وحدتها، وأبت الإشراك بها، صعدت بالحياة)[1]

وهذا كلام في منتهى الكذب والتزوير، وهو دليل على أنني كنت ضحية لمجتمعي وبيئتي، ولم أستعمل عقلي يوما في البحث المستنير عن الحقيقة، لقد كتبت ذلك الكلام بعد زيارة لي للسويد التي أخبرني أصدقائي من الملاحدة أنها المثال النموذجي للدولة الملحدة، وأنها مثال التحضر الذي ينشره الإلحاد..ولأجلها كتبت كتابي [الإنسان يعصي لهذا يصنع الحضارات]

لكني.. وبعد كتابة ذلك الكتاب.. وبعد أن توهمت أنني قد ألقمت الإيمان والتدين حجرا لن يتكلم بعده أبدا.. في ذلك الحين التقيت رجلا سويديا عليه كل ملامح الأوروبيين الذين كنت أراهم نماذج للتحضر والتنوير والعقلانية.. ولكني فوجئت أنه كان مؤمنا، وأنه زار بلدي ليؤدي فريضة الحج.

سألته حينها ساخرا: كيف تهبط من فردوسك الأعلى إلى هذا الجحيم الذي نعيش فيه؟

قال لي: وكيف لا يهفو قلبي للمكان الذي دعا له إبراهيم عليه السلام، فقال: ﴿فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ﴾ [إبراهيم: 37].. وأنا أرجو أن يجعل الله قلبي من تلك الأفئدة التي تهفو إلى بيته.

ضحكت ساخرا، وقلت: لو أنك أجريت مقارنة بسيطة بين بلدك، والبلاد التي تهفو


[1] الأغلال ص319.

نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 71
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست