نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 124
عني رابطة
التقليد وانكسرت على العقائد الموروثة على قرب عهد سن الصبا، إذ رأيت صبيان
النصارى لا يكون لهم نشوء إلا على التنصر، وصبيان اليهود لا نشوء لهم إلا على
التهود، وصبيان المسلمين لا نشوء لهم إلا على الإسلام، وسمعت الحديث المروي عن
رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) يقول: (كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه
يهودانه وينصرناه ويمجسانه)، فتحرك باطني إلى حقيقة الفطرة الأصلية، وحقيقة
العقائد العارضة بتقليد الوالدين والأستاذين، والتمييز بين هذه التقليدات وأوائلها
تلقينات، وفي تميز الحق منها عن الباطل اختلافات)[1]
قلت: عجبا.. إن
ما ذكرته عن شيخك.. هو نفس ما ذكره شيخي.
قال: ومن شيخك؟
قلت: ألا تعرفه..
إنه ديكارت أبو الفلسفة الحديثة ورائدها.
قال: بلى..
أعرفه جيدا.
قلت: فقد حدث عن
نفسه، فقال: (ليس بالأمر الجديد ما تبينت من أنني منذ حداثة سني قد تلقيت طائفة من
الآراء الباطلة وكنت أحسبها صحيحة، وأن ما بنيته منذ ذلك الحين على مبادئ هذا
حالها من الزعزعة والاضطراب، لا يمكن أن يكون إلا شيئاً مشكوكاً فيه جداً.. فحكمت
حينئذ بأنه لا بد لي مرة في حياتي من الشروع الجدي في إطلاق نفسي من جميع الآراء
التي تلقيتها في اعتقادي من قبل، ولا بد لي من بناء جديد من الأسس إذا كنت أريد أن
أقيم في العلوم شيئاً وطيداً مستقراً)[2]
ابتسم، وقال: ما
دام لك مثل هذا الشيخ.. فما الذي جعلك تقطع الفيافي والقفار لتشكو لغيره ما حصل لك؟..
وهل يمكن لمن يكون لديه طبيب مثل ديكارت أن يبحث عن