responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 125

طبيب آخر؟

قلت: لك الحق فيما تقول.. ولكن ديكارت هو الذي أصابني بهذا الداء، ثم عجز عن علاجه.

قال: كيف ذلك؟

قلت: لقد شجعني على الشك.. وعندما طرح علي البراهين التي تزيل الشك لم ينمح، ولم يزل، بل زاد وترسخ إلى أن أصبحت أعاني منه عناء شديدا.

قال: ألم ينصحك بالذهاب للفلاسفة الذين استعملوا الوسائط للدلالة على الله؟

قلت: بلى.. لقد أرسلني إليهم.. لكن الشك بلغ بي مبلغا عظيما وصل إلى إنكار العقليات والحسيات.. وهي جميعا مما يعتمد عليه في كل برهان.. وأنا الآن في حال السفسطة.

قال: فقد وقعت على الخبير إذن.. إن ما ذكرته عن نفسك هو نفس ما ذكره أستاذي أبي حامد عن نفسه.. سأحكي لك ما قال، وسأذكر لك العلاج الذي إن استعملته فلن تخرج من طوس إلا وأنت ولي أو قديس.

قلت: فما قال الغزالي؟

قال: لقد ذكر عن نفسه أنه ـ في مرحلة الشك التي اعتترته ـ فجعلته يرفض كل المعلومات التي حصلها عليها عن طريق الحواس بالتقليد والتلقين.. اتجه إلى المحسوسات لعله يجد فيها اليقين، لكنه اصطدم بأنها هي الأخرى عرضة للشك.. فالمعرفة الحسية عرضة للخطأ.. وأكبر دليل على ذلك ما يقع من خداع الحواس، حيث نرى الكواكب صغيرة جدا في مقدار الدينارن بينما الأدلة الهندسية تثبت عكس ما نرى، بل تثبت أن الكواكب منها ما هو أكبر من الأرض بكثير.

ابتسمت، وقلت: هذا بالضبط ما حصل لي.. بل هو نفسه ما حصل لديكارت.. فقد

نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 125
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست